انتقل إلى المحتوى

ظلالكم تندو وموردكم عذب

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

ظلالكم تندو وموردكم عذب

​ظلالكم تندو وموردكم عذب​ المؤلف ابن زمرك


ظلالكم تندو وموردكم عذب
وترضون أن أضحى وبالملح لي شرب
وأنتم وما أنتم غمائم رحمة
تصوب وأحلام العفاة لها تصبو
أفيضوا علينا وانظرونا بفضلكم
لنقبس نورا لا يخيب ولا يخبو
ألفت الهوى حتى أنست بجوره
فكل عذاب نالني في الهوى عذب
وقلت لجسمي إنه ثوبك الضنى
وقلت لقلبي إنه إلفك الحب
وقالوا صبا والشيب لاح صباحه
فقلت ببيض كالصباح أناصب
نهبت عذارى الحي ليلة عرضها
وقد جليت منها لمبصرها شهب
ولم أر منها غير رجع حديثها
فتجهل منها العين ما يعرف القلب
عراب إذا استنت بشأو بلاغة
تقصر من دون اللحاق لها العرب
وإن أسندت ما بين نجد وحاجر
تقول رواة الشرق يا حبذا الغرب
فمنعة صدق للخلافة قد ضفت
على من حواه من مهابته حجب
وجو صقيل قد جلته يد الصبا
يسافر طرف الطرف فيه فما يكبو
فلولا التي من دونها طاعة الهوى
لحفت بها حولي الاباريق والشرب
ولكن نهاني الشيب أن أقرب الهوى
إذا لم يتح ممن احب لي القرب
فلا تمطلوا دين المعلل عن غنى
فجانبكم سهل ومنزلكم رحب
وإن لم تروني كفأهن ترفعا
وصدكم من دون خطبتها خطب
فمولاي قد أهدى العميد عقيلة
يكللها من لفظها اللؤلؤ الرطب
أدارت كؤوسا من مدام صبابة
كما امتزج الصهباء والبارد العذب
فوالله لولا موعد يومه غد
لواجهكم مني على مطلبي العتب
أكتاب مولانا الخليفة أحمد
وحسبكم الفخر العميم به حسب
به اعتزت الآداب وامتد باعها
وطالت يداها واستحق بها العجب
فلو لو يكن بالفضل تنفق سوقها
لكان يقال التبر في أرضه ترب
بقيتم به في ظل جاه وغبطة
تخب إلى لقيا نجيبكم النجب