طربت إلى خـمـر وقـصـف الدسـاكر
المظهر
طرِبْتُ إلى خـمْـرٍ وقَـصْـفِ الدسـاكرِ
طرِبْتُ إلى خـمْـرٍ، وقَـصْـفِ الدسـاكرِ،
و منزلِ دُهْـقـانَ بها غيرِدائـرِ
بفـتيـانِ صِـدْقٍ من سَـرَاةِ ابنِ مـالِـكٍ
وأزد عُـمــانٍ ذي العُـلَى والمفاخِـرِ
فلمّا حلَلْنَاهَا نزَلْنا بأشمطٍ،
كريمِ المحيّا، ظاهرِ الشرْكِ، كافرِ
له دِينُ قِـسّيـسٍ، وتدبيرُ كاتـِـبٍ،
وإطْرَاقُ جَبّارٍ، وألْفاظُ شاعِرِ
فحيّا وبيّا، ثمّ قال لنا: اربعوا!
نزلتُمْ بنا رحْباً بأيْمنِ طائرِ
فقلنا له: إنّ المدامَ غذاؤنَا
وإنّا أُولُو عقلٍ، وأهْلُ بصائرِ!
فجــاءَ بها قد أنهكَ الغَمْوُ جسمَها،
وأوْجعَها في الصّيْفِ حرُّ الهواجِرِ
فـقلتُ لها لمّـا أضاءَ سـناؤهَــا
على صَحْنِ كأسٍ قد علا الكفَّ زاهرِ:
أبيني لنا يا خمرُ! كمْ لكِ حجّةً؟
فقـالت: لَحَاكَ اللهُ! لستُ بـــذاكِــرِ
شهِدتُ ثموداً حينَ حلّ بها البِلى،
وأدركت أيّـاماً لعمـْـرِوبن عـامـرِ!
فقلنا: أنُسْقاها على وجْهِ أهْيَفٍ
له تِيـهُ معـشـوقٍ وشَخْـرَةُ شــاطرِ؟!
فما زالَ هذا دأبَنا وغــذاءَنـــا،
ثلاثينَ يوْماً معْ ليالٍ غوابِرِ
ترى عنـدنـا مـا يكـره الله كلّـهُ،
سوى الشّرْكِ بالرّحمنِ، ربّ المشاعرِ