طربت إلى الصـنج والمـزهـر
المظهر
طربْتُ إلى الصَّـنْجِ والمِـزْهَـرِ
طربْتُ إلى الصَّـنْجِ والمِـزْهَـرِ،
وشُرْبِ المُـدَامَـةِ بـالأكْــبَــرِ
وألقيْتُ عنّي ثيـابَ الـهُـــدَى،
خيولٌ من الرّاحِ ما عُرّيَتْ
وأقبَلْـتُ اسحَبُ ذَيْـلَ المـجونِ،
وأمْـشي إلى القصْـفِ في مِـئْـزَرِ
ليالٍ أرُوحُ على أدْهَمٍ
كُمَيْتٍ، وأغدو على أشْقَرِ
خيـولٌ من الرّاحِ مـا عُـرّبَتْ
ليومِ رِهَانٍ ولم تُضْمَرِ
بـراقعُها من سَحيقِ العبيـرِ،
ومن يـاسَمِـينٍ وسَـيْسَنْـبَــرِ
ذخائرُ كِسْرَى لأوْلادِهِ،
وغَرْسُ كرامِ بني الأصْفَرِ
غَـدا المشتـرون على أهْلِـها،
فقالوا: أتَيناكُم نَشْتَري
خيــولاً لكمْ قد أتَتْ فُـرَّهـاً،
فـمـن بـيـنِ أحـوَى إلى أحْـوَرِ
فقالوا لهم: إنّما خَيْلُنَا
وغَرْسُ كرامِ بني الأصْفَرِ
ولا تحْـمِـلُ الـلِّـبْـدَ، لكِنّهـا
خـيـولٌ لـكـلِّ فـتـىً أزْهَــــرِ
وسِـيـمـا إذا أنْتَ بـاكـرْتَها،
كمـثلِ دمِ الجـوْفِ في الأبْهَـرِ
مُشَعْشَعَـةٌ من بنـاتِ الكُـرُو
مِ سالتْ نِـطافاً، ولم تُعْـصَـرِ
عقيـلَةُ شـيْخٍ من المُـشْـرِكينَ،
أتَتْنَا تَهَادَى من الكَوْثَرِ
ولوْنانِ لوْنٌ لها أصْفَرُ
ولوْنٌ على الماءِ كالعُصْفُرِ
لوَ انّ أبا مَعْشَرٍ ذاقَها،
لـخَـرّ صـريعاً أبو مـعْـشَـــرِ
وكـبّـرَ من طِـيبِها سـاعـةً،
وأمْشي إلى القصْفِ في مِئْزَرِ
فما برح القوْمُ حتى اشْتَرَوْا،
ومنْ يَـشْـتَرِ الرّاحِ لـم يـخسَرِ