ضربوا بمنعـرج اللـواء سرادقا
المظهر
ضَرَبوا بمُنْعـرَجِ اللـواءِ سرادِقا
ضَرَبوا بمُنْعـرَجِ اللـواءِ سرادِقا
فسقاهم جَفْني سحابـاً وادِقـا
لم أدعُ مد نزلوا العذيبَ وبارقا
إلا سقى اللهُ العذيبَ وبارقا
بَخلوا عـلى عَيني بحُسنِ لقائهـم
فظللتُ للنظـرِ الخَفـيِّ مُسارِقـا
إحدى النّوائبِ في الصّبابـةِ أنّني
كنتُ الأمينَ فصرتُ فيها سارقا
ولكم خدودٍ في الخدودٍ نواضرٍ
لنواظرِ الحدقاتِ لحنَ حدائقا
مازالتِ العبراتُ يمطرُ نوؤها
حتى زَرعنَ عـلى الخُدودِ شَقائقا
أينَ الفؤادُ وكانَ عبدَ ودادهم
هلْ نلتُمُ يا قـومِ عَبداً آبقـا؟
كم قلتُ إذ طلعت شموسُ وجوههم
سُبحانَ مَنْ جَعلَ الجُيوبَ مَشارِقا
وأزجِّ قوسِ الحـاجبـينِ وجدْتُـهُ
يرمي بسهمِ الشفرِ نحوي اشقا
والحسنُ أخرسُ ناطقٌ بكمالهِ
في وجههِ أفديهِ أخرس ناطقا
خصرٌ يقـولُ العاشقونَ لحُبِّهِ
يا ليَتَنا كُنـا عليـهِ مَناطقـا
سقياً لليـلِ مـا تُذُوكرَ عَهْدُهُ
إلا شققتُ من القميصِ بنائقا
لما بدا الكفُّ الخضيبُ رأيتني
جذلانَ للعنم الخصيبِ مرافقا
عانقتُ بدراً دونهُ بدرُ الدجى
أَرأيتَ للبـدرِ المُنـيرِ مُعانقا؟
ولثمتُ مَبسَمهُ اللذيذَ وراقَني
رَشْفُ الرُّضابِ فرقتُ ريقا رائقا
لم يلتمس ماءَ الحياةِ بجهدهِ
لو كانَ ذُو القَرنينِ منـهُ ذائقا
حتى استباحَ سنا الصباحِ حمى الدجى
وابتزَّ منهُ الضوءُ جنحاً غاسقا
ورأيتُ هامـاتِ الظَّـلامِ كأنّهـا
قد شبنَ من هول الصباحِ مفارقا
أيقنت أنَّ الدهرَ يسلبُ ماكسا
ظلماً، ويظهر للسرورِ عوائقا
أَمِنَ الفَساد أذى الكسادِ فلن ترى
إلا نفاقـاً في البريّـةِ نافِقـا
يا نفسُ جُوبي القَفرَ واجتْابي الدُّجى
وهبي أحاديثَ النفوسِ مخارقا
فلسوفَ تسفرُ سفرةٌ عن طائلٍ
ويُوافقُ الأمـلُ القَضـاءَ السابِقا
ما لينُ " مالين " إذا أنا لم أجد
عيشاً عضيضاً في ذراهُ موافقا
لولا التمسكُ بالامامِ وحبلهِ
لغدوتُ في حلقِ المنيةِ زالقا
فارقتُ حضرتهُ وعدتُ مراجعاً
لما بلوتُ من اللئامِ خلائقا
كيفَ التخلُّفُ عن جوادٍ أَجتلى
في كلِّ عضوٍ من نداهُ شائقا
خفتُ الفناءَ عليَّ يومَ هجرتهُ
ونزلتُ صحنَ فنائي المتضائقا
فتركتُ أوطاني إليهِ خارجاً
عَنْهـا كما قمّصْتَ سَهماً مارِقا
هبـةُ الالـهِ أبو محمـدٍ الـذي
راعى مـنَ الخُلُقِ الحَميدِ حَقائقا
أَسدي إلي منَ العَطـاءِ جلائـلاً
تذرُ المعاني في الثناءِ دقائقا
تَسْتلُّ هِمتُـهُ العليّـةُ دائِبَا
سَيفاً لهامـاتِ الأعـادي فالِقـا
نعمٌ تشدُّ على العفاةِ عقودها
وتعدُّ أطواقاً لهم ومخانقا
ما قَولُـهُ في خـادمٍ كَهلٍ الحجى
يلفيهِ في عددِ السنينَ مراهقا
خلى أباهُ وقومه متراحلاً
عنهم وخلفَ في الخدورِ عواتقا
وغَدا بخدمتِـهِ الشّريفـةِ لاحِقاً
لا كانَ قطُّ بمن سواهُ لاحقا
هل يستحقُّ لدى الامامِ المرتجى
عزاً يسكنُ منهُ قلباً خافقا؟