صفحة:Qaṭf al-zuhūr fī tārīkh al-duhūr (1898).pdf/36

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
ملكة اشور ۲۱

ذوات اللون الاسمر وان يسلخوهاو يفصلوا جلودها على هيئة الافيال ويلبسوها للجمال فامتثلوا ما أمرت وفعلوا كما ذكرت وعلى هذه الصورة | انزلتها الى ميدان الحرب لتلقي الرعب في قلوب الاعداء باظهارها لهم استعداداتها الحربية وشوكتها القوية ، فلما انتشب القتال بين الفريقين انعطف ملك الهند بافياله الحقيقية على عساكر الاشوريين وتقدمت الملكة | سميرامس بجمالها وفرسانها وجلود ثيرانها ولما اقترب العسكرات والنقي الجيشان انكشفت للهنود تلك الحيلة وتحقق عندهم انه لا يوجد عندالاعداء افيال كا فيالهم وان كل ما يرى انما هو حيلة وخداع فتشجعوا وهجموا على صفوف الاشوريين هجمة هائلة فالتقتهم الملكة سميرامس برجالها وابطالها فاشتد القتال وعظمت الاهوال ودخلت افيال الهنود بين صفوف الاشور بين فكانت تخطف الرجال عن خيولها وتدوسها فما لبثت الجمال المصنعة اين ولت الادبار وطلبت النجاة والفرار ولم تكن الا برهة يسيرة انكسر جيش الاشوريين وتفرق وتشتت شمله وانتصرت الهنود انتصارا عظيماً وكسبت غنائم جسيمة وكانت الملكة سميرامس قد جرحت جرحا عميقا ولكنها فازت بالهزيمة بسبب خفة فرسها ورجعت الى بلادها بالخيبة بعد تلك السطوة والهيبة وتقاعدت عن الحروب ولكنها لم تلتذ فيما بعد بمنتزهاتها وبساتينها التي كانت قد انشأتها لنفسها وذلك لقصر مدتها لانها لم تلبث الأزمنا يسيرا حتى قتلها ولدها نيناس على ما قيل وتولى مكانها وهكذا انقضت حياة هذه الملكة العظيمة التي كان دابها الغزو والحروب طمعا بالفتوحات والغنائم عوضاً عن ان تصرف مدتها في تنظيم مملكتها ونجاح امتها حتى