صفحة:Muḥammad al-Farghānī’s Elements of Chronology and Astronomy WDL10687.pdf/15

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

9

ومـا كان منها اكثر بعداً كان أقل لزمان ظهوره واكثر لزمان غيبوبته غير أن دورهـا جميعـاً مـا يغيب منها ومـا لا يغيب في زمان واحد وعلي موازاة لا يغادر بعضهـا بعضـاً كان الذي بديرهـا كرة واحدة فبأضطرار أن تكون تلك النقطة هي أحد قطبي الكرة، فهذا أوضح مـا أستدلوا به عللي أن المسـاء علي مثال الكرة ودورهـا كدور الكرة *

وبعد ذلك فلو كانت السمـاء مسطحة علي ما يقول بعض الناس لمـا كان يجب أن يكون بعد نواحي السمـاء مـنـا علي قدر واحد بـل كان يجب أن يكون أقرب مواضع السمـاء مـنـا مـا كان محـاذيـاً لرووسنـا وأمـا مـا جـاز ذلك ألي نواحي الافاق فكثير البعد وكان يجب أن يري الشمس والقمر وساير الكواكب عند طلوعهــا في المشرق صغاراً خفية لبعدهـا مـن أبصارنـا ثم لا تزال تعظم بحسب تقربهـا ألي وسط السمـاء لأنهـا تقرب من أبصارنـا ثم كذلك أيـضـاً تصغر في أنحدارهـا ألي الغروب فتنقص قليلاً قليلاً ألي أن تخفي عـن العين ثم تضمحل

ولسنـا
10

ولسنا نري شيأ من ذلك ولكنا نري أقدارها عند طلوعها وعند توسطهـا السماء وعند غروبها علي أمر واحد *

بل نري مقاديرهـا في المشرق والمغرب أعظم منهـا وسط السمـاء ونري الشمس عـنـد غروبهـا أذا صار أول جرمها مع الأفق تغيب قليلاً قليلاً كان الأفـق يقطعهـا حـتي يغيب أخر جرمهـا وكذلك القمر وليس الذي نري من زيادة عظمهـا في المشرق والمغرب أنهـا هناك أقرب ألينـا منها أذا كانت وسط السمـاء ولكن البخار الذي يرتفع مـن الارض دايمـا أبدأ يعرض بين أبصارنا وبين الافاق فيريناهـا عظيمة لا سيما أذأ عرض في الهواء البخار الكثير الرطوبة الذي يكون في أيام الشتاء وبعقب المطر فأن الشمس والقمر يريان عند ذلك في وقت الطلوع والغروب عظيمين جداً، وكذلك لو أن انسانـا القي شبـا في قعر مـاء صاف لراه أكبر من مقداره الذي له بالحقيقة وكلمـا صفا المـاء وكثر عمقه كان أعظم لمـا يري في قعره ، فهذا سبب عظم الكواكب عند الافاق،

الفصل
B 2