المسيح والسيدة مريم العذراء.» والاعتقاد سائد في غزة، بأن الاسرة المقدسة قالت١ تحت شجرة من الجميز لا يزال الغزيون يسمونها (جميزة صالحة)، وهي كائنة تجاه القلعة القديمة وعلى بعد خمسة كيلو مترات من المدينة إلى الشمال.
٢— ولقد دخلت المسيحية مدينة غزة في عهد الدولة الرومانية. ولكنها لم تقو على الانتشار إلا بعد تأسيس الدولة البيزنطية. ويقال إن أول من بشر فيها هو الرسول (فيلبس٢) تلميذ القديس بولس الرسول، ثم توالى بعده الأساقفة الذين ناصبوا الوثنية. ومن أشهرهم الأسقف (سنلوانوس) ٢٨٥ للميلاد. وعلى قول انه أول أسقف ذكره التاريخ في غزة. وقد استشهد هذا مع تسعة وعشرين مسيحياً آخرين، وكان ذلك عام ۳۱٠ ب.م وعلى عبد الملك غلاريوس. ومن هؤلاء تيموثاوس وامرأته واسكندر وفلانتينا.
٣— وفي عام ۲۹۰ الميلاد، اشتهر القديس هيلاريون الذي ولد من أبوين وثنيين في ثافاتا بقرب غزة، وقد درس الديانة المسيحية، فتنصر. وصاحب القديس انطونيوس في الاسكندرية، فتعلم منه طريقة التوحد. وانشأ منسكاً بين غزة وميوما. فكان أقدم دير اسس في فلسطين إلى ذلك الوقت. فاهتدى بوعظه وسيرته الكثيرون من الوثنيين، وقبائل برمتها من العرب الذين كانوا يقطنون جنوبي غزة، والتف حوله ألفا ناسك. والذي عمده هو البطريرك الاسكندري الكسندروس. و بعد اعتماده خلع الثياب العالمية، وارتدى ثوب الرهبنة، وباشر عمله الديني بحرارة وشوق زائد، وسكن البرية. ولما بلغه خبر موت والديه عاد إلى بلده، وأخذ ما تركاه ووزعه على الفقراء والمحتاجين. ثم سافر إلى أدبار الشام، ودخل أحدها، وصار رئيساً للدير. وقد توفى وله من العمر ثمانون سنة. وذلك في سنة ۳۳۳ م. منها عشر سنين قضاها في منزل والده، وسبع سنين في الإسكندرية، وثلاث وستون سنة في العبادة. وقد كان ذا شهرة واسعة. ومدحه القديس يوحنا الذهبي الفم في مقالاته وباسيليوس الكبير في نسكياته.
٤— وأما القديس بطرس الرهاوي، فقد اقيم أسقفاً على غزة في اواسط القرن