-٤٥-
غزة فى عروب عهد الاشوريين
استولى الاشوريون على غزة في عهد ملكهم ( تيفلات بلازر (۱) ) الأول، وكان ذلك في سنة ٧٣٤ ق. م . وكانوا يسمونها يومئذ ( عزانو ) .. وقد ضربوا عليها الجزية ، تحالفت مع مصر ضدهم. فعاد فرعون اليها . ثم جاءها ( سرجون) بجيوشه الجرارة ، فاخضعها ، وأسر ملكها ( حانون ) عام ۷۲۰ ق . م . لانه طلب حماية الفراعنة . وسرجون هذا هو الذي نقل اصنام غزة ووطد سلطة الآشوريين فيها ، فأخذت تدفع الجزية بانتظام واستمرار الى آشور . وسميت غزة على عهده ( مارنا ) او ( سيدنا ) . وظلت راضخة لسلطة الآشوريين في عهد ولده ( سنخريب) عام ۷۰٥ ق . م ، ثم في عهد ولده ( اسرحدون (٢)) عام ٦٧٤ ق. م ، ثم في عهد حفيده ( آشور بانيبال ) عام ٦٥١ ق. م . وظلت كذلك حتى عام ٦٠٩ ق. م حيث جاء اليها ( نخو الثاني ) واعادها الى حظيرة المملكة المصرية بقوة السلاح .
و بعد ان اخضع نيخو غزة ، سار نحو الشمال بجيش جرار ، وفاجأ الآشوريين عند الفرات قبل أن يتهيأ هؤلاء ويستعدوا المقاومته . وبعبارة أفصح كان الآشوريون يومئذ من الضعف والانحلال على حال لم تمكنهم من مقاومة المصريين . فانسحبوا من امامه ، ولما لم يجدهم ، رجع الى مصر بعد ان احتل جميع سوريا وفلسطين ، و فرض عليهما الجزية . ولكنه بعد برهة قصيرة اضطر ان يتخلى عن فلسطين وسوريا معا ، فانسحب منهما بالمرة؛ ودخلت هذه البلاد تحت حكم البابليين .
٢ - لم يكن الآشوريون يرمون الى احتلال غزة نفسها. بل كانوا يطمحون الى ما وراءها من البلاد كمصر ، وليبيا، والحبشة، والبلاد الواقعة في حوض البحر الأحمر والبحر الابيض المتوسط. ولذلك كان لهم دوماً جيش كبير . وكان جيشهم هذا دوماً على اهبة النزال والنضال . وكان مدرباً ، ومساحاً بادوات مصنوعة من
(۱) ويقال ه ايضا ( غلات فلاصر ) الأول .
(۲) غذا هذا قبائل العرب ، وقضى على مالك المعينين وسيطر على طرق التجارة .
