انتقل إلى المحتوى

صفحة:Gaza History Aref el Aref 1943.pdf/295

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ٢٩٤ و تتعاطى صيد السمك . وإليك اسماءها حسب اهميتها وكثرة عدد الصيادين فيها ؛ وهي من الشمال إلى الجنوب : حمامة ، الجورة ، حربيا ، النزلة ، جباليا ، الشيخ عجلين ، دير البلح ، خان يونس. وانه لمما يستلفت النظر ان هذه المواقع كلها واقعة على بعد يتراوح ما بين كيلو مترين إلى ثلاثة كيلو مترات من الشاطيء. وليس بينها ما يقوم على الشاطىء . نفسه . واعتقد ان السبب في ذلك هو خوف السكان الأقدمين وخشيتهم من شر قرصان البحر . ويعزى التقدم في صيد الأسماك إلى ازدياد عدد السكان ، والغاء الضريبة القديمة على الأسماك المصطادة وقدرها ۲۰ في المائة ، وحماية المصايد بقانون سن . لهذه الغاية عام ١٩٢٦ واسمه ( قانون مصائد الأسماك ) . أضف إلى ذلك أن الأهلين انفسهم اصبحوا يعرفون ما في السمك من قوة غذائية ، وما في صيده والاتجار به من الفوائد الاقتصادية . غير أن هذا التقدم لم يخفض من سعر السمك في الاسواق بل زاده صعوداً بسبب الحرب القائمة . وبعد أن كان رطل السمك يباع قبل الحرب الحاضرة بثمانية عشر قرشاً فلسطينياً أصبح اليوم (١٩٤٣) يباع بتسعين قرشاً بغزة ، وإذا ما قدر له الوصول إلى القدس ويافا وتل أبيب بيع فيها بما يقرب من الجنيهين . ويظهر أن سكان غزة الأقدمين كانوا مولعين بصيد السمك ، وعلم الأسماك حتى أنهم كانوا يصنعون حليهم ومجوهراتهم بشكل السمك الذي يحبونه . ولقد رأى الاستاذ كليرمان غانو ، سنة ۱۸۷۰م، عند صائغ من صباغ غزة قطعة ذات قيمة اثرية ، لم يستطع ابتياعها بسبب غلائها ، وقلة المال لديه . ولكنه سمع مؤخراً أنها اشتريت باسم متحف ( اللوفر ) بفرنسا من لدن السيو دو صولتی M. de Saulcy وهذه القطعة عبارة عن حجر منبسط ذي صفائح خضراء اللون قائمة . وهذا الحجر مقطوع بشكل سمكة مساحتها ۱۲ × ۷ سانتيمتراً واطرافها مزينة بنقوش خفيفة. وفي مكان العين ثقب عميق مستدير . وفي القسم الأعلى من الحجر ثقب عميق آخر يظهر أنه صنع خصيصاً للتعليق . ومن هذا نفهم ان الحجر مصنوع بشكل تعويذة . ومنه ايضاً نفهم ان ) علم الاسماك ) كان ذا شأن في غزة والمدن الساحلية الفلسطينية الاخرى .