-٢٣٣-
ومدب فساطل الماءعلى طول السكك اخ يده أنه إلى ذلك. والخلصة وابي غليون كانت بأيديهم. وكان لديهم ٧٤٠٠٠ عاملا مصريا يشتغلون بالطرق والاستحكامات الحربية، وكان لدى الفيلق العشرين ۲۸۰۰۰ جملا. وكان لدى القيادة العامة فضلا عن ذلك ۳۵۰۰۰ جملا. أضف إلى ذلك وسائط النقل البحرية. وقصارى القول كانت قوة الانكليز اربعة أضعاف القوة التركية وكانت هذه القوة مجهزة تجهيزاً تاماً، وكانوا يسيطرون على البحر والجو.
ومع ذلك فقد قاوم الاتراك مقاومة شديدة، وابدوا بسالة ممتازة استحقواالاعجاب من اجلها.
ويقول الذين تتبعوا مجرى الحرب في ذلك العهد ان الاتراك ما كانوا ليندحروا في هذه الجبهة لو كانت قلوب العرب سكان البلاد معهم إذ كان هؤلاء تواقين إلى الاستقلال وكانوا في أواخر الاحتلال التركي ينظرون إلى الاتراك نظرة بغض وازدراء. وقد هرب قسم كبير من الضباط والجنود العرب الذين كانوا في الجيش التركي والتحقوا إما بجيش اللنبي رأسا أو بالجيش العربي الذي كان يقوده الأمير فيصل بن الحسين، والذي كان يؤلف الجناح الأيمن لجيش اللنبي. حتى ان اللورد اللنبي نفسه قد اعترف بعد انتهاء معارك فلسطين يفضل العرب الأكبر في سقوط العقبة وبئر السبع وغزة. ولو لا سقوط العقبة لما سقطت غزة، تلك البلدة الواقعة على شاطيء البحر والتي دافع عنها الاتراك وحلفاؤهم الالمان دفاعاً يستحق الذكر والاعجاب. ولو لا سقوط غزة بيد الانكليز، لما تكن هؤلاء من احتلال فلسطين. ولما فتحت في تاريخ هذه البلاد صفحة جديدة من صفحات التاريخ الحديث.
۲۳ - ولقد انشأ الانكليز في غزة مقبرة دفنوا فيها رفات موتاهم في المعارك الثلاثة الدامية. ولما حضر اللورد اللنبي فاتح فلسطين لتدشين هــــــد المقبرة عام (۱۹۲۳) قال: و كانت غزة من فجر التاريخ حتى يومنا هذا بوابة الفاتحين.