انتقل إلى المحتوى

صفحة:Gaza History Aref el Aref 1943.pdf/176

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-١٧٥-

١٩- ولقد تولى الملك من بعده سلاطين من بني عثمان ، نذكر منهم : السلطان سليم الثاني ، والسلطان مراد الثالث ، والسلطان مراد الرابع ، والسلطان ابراهيم الأول ، والسلطان أحمد الأول ، والسلطان مصطفى الأول ، والسلطان عثمان الثاني ، والسلطان محمد الرابع ، والسلطان سليمان الثاني ، والسلطان أحمد الثالث . غير أن البلاد العثمانية لم تتقدم كثيراً في مدارج الحضارة والرقي على عهد هؤلاء السلطان . إذ كان بعضهم منهمكا في فتوحاته ، والبعض الآخر في تدبير المؤامرات لاغتيال خصمه ، أو في رد عاديات المتآمرين على ملكه . والذي يصفو له الجو منهم يقضي وقته بين الكؤوس والغواني . وكم حدثنا تاريخهم عمن مات منهم ضحية المدام ، وعمن راح شهيد الجمال الفنان. حق قيل أنه جاء زمن على الدولة العثمانية كانت الواردات التي تجي من قضاء من الأقضية أو ايالة من الآيالات تخصص لاحدى نساء السلطان أو المحظية من المحظيات اللواتي يعشن في قصره . وان هاته النسوة كن ينتد بن من يقوم بجباية هذه الواردات من القضاء المخصص لهن بالنيابة عنهن.


٢٠ - قال المؤرخ التركي جودت في تاريخه : « ان الدولة العلية لما انتقلت من دور البداوة إلى دور الحضارة لم يتخذ رجالها الاسباب اللازمة لهذا الانتقال . فصروا أوقاتهم في حظوظ انفسهم وشهواتهم ؛ يقيمون في العاصمة القصور الفخمة ، ويفرشونها بأنواع الأثاث والرياش مما لا يتناسب مع رواتبهم . فاضطروا إلى الارتشاء ، وبيع المناصب بالمال ، وتلزيم المناصب بالمال ، وتلزيم البلاد واقطاعها بالأمان الفاحشة والفساد الذي كان منتشراً في البلاد العثمانية ، ومنها غزة ، كان ينبعث من العاصمة . إذ كان يقبض فيها على زمام الاحكام غالباً جهلاء ظلام . وقد تولى الصدارة ندماء سخفاء ، بل طبالون وطباخون وغيرهم من المقربين لا إلى الملوك فحسب بل إلى نساء القصر الملكي ، أو الزنوج والخصيان الذين كانوا يولون ويعزلون كما يشاؤون وتشاء أهوائهم ) .

۲۱ - وعندما تبدو علائم الاستياء من جراء هذه الحالة في ناحية من انحاء البلاد ، كان السلاطين يعملون على إلقاء الفساد والشغب بين الرؤساء والزعماء وذلك برتب يخترعونها لهم، وجرايات يدرونها عليهم. وكانت المناصب والرتب تباع في الآستانة بيع السلع بسوق المزاد . وعندما لا تجدي هذه التدابير كانوا يفتكون بالابرياء ، وكان من السهل عليهم أن يستصدروا من المنافقين فتاوى تبرر