انتقل إلى المحتوى

صفحة:Gaza History Aref el Aref 1943.pdf/161

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

١٦٠


يمشي معه هو وجماعته في معاملة الرملة الحفظها من المناحيس والذب عن الرعية. وكان جماعة من العرب نهبوا أبقار الرملة .

فركب الكاشف بجنده ، وركب ناظر الحرمين وصحبته دواداره ( برسباي ) ومعهما أربعة أنفس ، وخرجوا إلى ظاهر الرملة . خرج على الكاشف جماعة من العرب، وطردوه إلى أن حصروه بالبرج المكائن بقرية خلدا ، وقتل برسباي والذي معه . ولم يبق منهم سوى جان بلاط .بمفرده. فثبت لهم ، وقاتلهم أشد قتال ° اتهم جان بلاط نائب غزة بترتيب هذا الحادث . وكتب إلى الابواب الشريفة يقول ان هذا الفعل بإشارة نائب غزة. وهو الواقع . لأن نائب القدس اخذ كشف الرملة وانتزعه من نائب غزة فتأكدت العداوة بينهما . وكان نائب غزة يسلط العرب والمفسدين ويغريهم عليه .

أخذ الاثنان يتشاكيان للسلطان . فأصدر السلطان أمره بتجهيز (السيفي قانصوه الخاصكي)، وعلى يده مرسوم شريف لشيخ الاسلام الكمالي ابن ابي شريف وقضاة غزة والقدس والرملة ، بالتوجه إلى المكان الذي وقعت فيه الفتنة واجراء التحقيق. وزار هذا الوفد القدس والرملة والخليل وغزة . ونزل الوفد وفي مقدمته شيخ الاسلام الكمالي بالجامع المنسوب لمولانا السلطان الملك الاشرف . وكان السلطان رجلا عظيم الشأن . وكان عالماً ، وكبيراً في السن وبنيته ضعيفة ، والسفر شق عليه فكلف إلى ما لا طاقة له به في زمن الحر الشديد. وقد حمل في محارة على جمل .

وهناك اجتمع بقانصوه الخاصكي وقضاة غزة والقدس والرملة ، وكتبوا محضراً بالذي جرى امضوه كلهم ، وارسلوه للابواب الشريفة . واستمر الخاصكي بغزة ينتظر . الجواب . وعاد شيخ الاسلام وقضاة القدس الى أوطانهم . وكان سفر هم من غزة في ليلة الاثنين خامس ذي القعدة. وكانت النتيجة ان عزل السلطان نائب غزة ونائب القدس ٢٠٠ .

٣٦- وجد الملك الاشرف قايتباي تولى الملك ابنه الملك ناصر الدين محمد. وكان هذا صغير السن . فانتشر الفساد في طول البلاد وعرضها ، واصابها خراب كبير ؛ وقطعت الطرق ، وكثر ظلم الحكام والامراء . وقامت في البلاد خلال هذه الفترة من الزمن ايضاً قلاقل وفتن . وخرج الأمراء هنا وهناك عن طاعة السلطان . ففي سنة ۹۰۳ ه عمى ( اقبردي الدوادار) فاستولى على غزة ، وسيطر على جانب عظيم من بر الشام .