(الناقوس) الخشبي. ولم يستعملوا (الجرس) إلا منذ خمسين عاماً. ولقد أصاب هذه الكنيسة خراب في أواخر القرن الماضي، فصلحت من أموال القيامة وتبرعات المسيحيين بغزة، وكان ذلك عام ١٨٥٦ م. وزالت زخارفها أثناء الحرب الكبرى (۱۹۱۷ م) بسبب القنابل التي كانت تقذفها مدافع الانكليز من البر والبحر على المدينة. فجاء الثري الكبير جورج بك أيوب١ وأعاد إليها تلك الزخارف وانفق على ذلك ۱۸۰۰ جنيهاً فلسطينياً.
۲۸— ويظهر أنه كان في غزة، في القرنين السادس عشر والسابع عشر، طائفة أرمنية الأصل، وأنه كان لهذه الطائفة كنيسة أرمنية باسم القديس آركانجيل، وهذا ثابت من السجلات المحفوظة في دير الأرمن بالقدس. والمظنون أنها قبل أن تصبح كنيسة، كانت تستعمل كمضافة للحجاج الذين كانوا يفدون إلى فلسطين من مصر، وكانت يومئذ تنضوي تحت لواء البطريركية الأرمنية.
إن السجلات المتقدم ذكرها، وإن كانت لا تذكر بالضبط التاريخ الذي انشئت فيه هذه الكنيسة، إلا أن الذين تتبعوها يعتقدون أنها كانت قائمة في هذا الوجود قبل سنة ١٦٥٧ ميلادية، بدليل أن بطريرك الأرمن في القدس يومئذ (اليازار )عمرها في تلك السنة. وهناك قيود اخرى تدل على أن هذه الكنيسة، كانت لا تزال قائمة في سنة ١٧٣٠ ميلادية. ويظهر أنها هدمت، أو هجرت هجراً، فألم بها الخراب بعد ذلك التاريخ.
إن البقعة التي كانت فيها في العهود الغابرة تدعى في يومنا هذا (حاكورة الملك). مساحتها أربعة دونمات وسبعماية متر، وهي واقعة في حارة الزيتون، ومسجلة باسم (هاكوب ارسينيان) الوكيل عن وقف بطريركية الارمن بالقدس. ويقال ان بعض الأرمنيات المتدينات كن في الأزمنة الغابرة يعتقدن أن هذه البقعة مباركة، وأن المريض الذي يعيش فيها أو يغتسل بمائها لا بد أن يبرأ من مرضه.
٢٩— وأما الآن فانه ليس في غزة سوى ثلاث كنائس مسيحية: كنيسة الروم الارثوذكس٢ التي ذكرناها في الاسطر المتقدمة وتسمى كنيسة القديس برفيريوس؛