صفحة:Al-Waṣīyah al-Jāmiʻah li-Ibn Taymīyah (Anṣār al-Sunnah, 1947).pdf/7

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
— ٣ —

«يا معاذ: اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن» وكان معاذ رضى الله عنه من النبي بمنزلة علية، فإنه قال له «يا معاذ: والله إني لأحبك» وكان يردفه وراءه. وروى فيه أنه أعلم الأمة بالحلال والحرام، وأنه يحشر أمام العلماء برتوة - أي بخطوة –. ومن فضله أنه بعثه النبي مبلغًا عنـه، داعيًا ومفقهًا ومفتيًا وحاكما إلى أهل اليمن.

وكان يشبهه بإبراهيم الخليل عليه السلام، وإبراهيم إمام الناس. وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول: إن معاذًا كان أمة قانتًا الله حنيفًا ولم يك من المشركين، تشبيهًا له بإبراهيم.

ثم إنه وصاه هذه الوصية، فعلم أنها جامعة، وهي كذلك لمن عقلها، مع أنها تفسير الوصية القرآنية.

أما بيان جمعها، فلأن العبد عليه حقان: حق الله عز وجل، وحق لعباده. ثم الحق الذي عليه لا بد أن يخل ببعضه أحيانا، إما بترك مأمور به، أو فعل منهي عنه،