«يا معاذ: اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن» وكان معاذ رضى الله عنه من النبي ﷺ بمنزلة علية، فإنه قال له «يا معاذ: والله إني لأحبك» وكان يردفه وراءه. وروى فيه أنه أعلم الأمة بالحلال والحرام، وأنه يحشر أمام العلماء برتوة - أي بخطوة –. ومن فضله أنه بعثه النبي ﷺ مبلغًا عنـه، داعيًا ومفقهًا ومفتيًا وحاكما إلى أهل اليمن.
وكان يشبهه بإبراهيم الخليل عليه السلام، وإبراهيم إمام الناس. وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول: إن معاذًا كان أمة قانتًا الله حنيفًا ولم يك من المشركين، تشبيهًا له بإبراهيم.
ثم إنه ﷺ وصاه هذه الوصية، فعلم أنها جامعة، وهي كذلك لمن عقلها، مع أنها تفسير الوصية القرآنية.
أما بيان جمعها، فلأن العبد عليه حقان: حق الله عز وجل، وحق لعباده. ثم الحق الذي عليه لا بد أن يخل ببعضه أحيانا، إما بترك مأمور به، أو فعل منهي عنه،