صفحة:Al-Waṣīyah al-Jāmiʻah li-Ibn Taymīyah (Anṣār al-Sunnah, 1947).pdf/19

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
— ١٥ —

علما نافعا فلا بد أن يكون في ميراث محمد صلى الله عليه وسلم ما يغنى عنه مما هو مثله وخير منه، ولتكن همته فهم مقاصد الرسول في أمره ونهيه وسائر كلامه. فإذا اطمأن قلبه أن هذا هو مراد الرسول فلا يعدل عنه فيما بينه وبين الله تعالى ولا مع الناس إذا أمكنه ذلك.

وليجتهد أن يعتصم في كل باب من أبواب العلم بأصل مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم. وإذا اشتبه عليه مما قد اختلف فيه الناس فليدع بما رواه مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا قام يصلى من الليل «اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل، فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدى من تشاء إلى صراط مستقيم» فإن الله تعالى قد قال فيما رواه عنه رسوله «يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم».