صفحة:Al-Ḥurrīyah Journal, vol.1-2, 15-07-1924.pdf/93

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

محمود شكري الآلوسي و في مجلة المشرق طالعت لاول مرة فصولا في الادب والتاريخ العربيين للسيد محمود شكري الآلوسي الذي تحتفل بتأبينه الساعة . ثم قيضت لي مطالعة كتابه « بلوغ الارب في معرفة احوال العرب » فتعرفت الى تمس الرجل تعرفاً لا بأس به . وصرت بعدها كلما اعدت قراءة الألوسي في و بلوغ الارب ، ازداد بيننا التعارف . وكتب لي بعد ذلك ان اشهد الرجل بعيني وان ادخل مجلسه اكثر من مرة و تحدث اليه واتعرف الى بعض تلامذته وصحبه . فافادني الرجل بحياته ومعرفته عن كثب اكثر مما افادتني مؤلفاته وآثاره من بعيد لان الامام الآلوسي في حياته من النوابغ الذين يعيشون في التاريخ ، ولا يعيش التاريخ بهم. فتراهم يوغلون في البحث عن الماضي ومخبآنه ، ناسين انفسهم وما حوله من الاسرار المكنونة . واحسب هذه ظاهرة من ظواهر انكار الذات مما ولدته الفلسفة العتيقة واثبتت الحياة العملية بطلانه في هذا الزمان : واليوم وقد تحتم علي اداء واجبي نحو الراحل العظيم رغبت في ان يكون موضوعي كلمات في ما عرفته من نفسية الرجل : قلت اني عرفت الاستاذ الآلوسي بآثاره اولا ثم عرفته بذاته بعـد ذلك.لهذا اصبح للرجل في نظري عظمنان : عظمة كتابيةوعظمة شخصية . اما الآلوسي الكاتب . فعرفته مؤلفاً كبيراً وقف على علوم العرب وآدابهم وتاريخهم وظهر فضله في هذا الباب وسعة اطلاعه في سائر كتبه ورسائله التي اعتقد انها من ذخائر الادب القديم التي سينتفع بها طلاب الادب الجديد ، لانها مع طريقتها القديمة العقيمة هي آخر حلقة انتهت الينا من آثار السلف الصالح . هذه نظرة عامة في آثار الفقيد الجليل . ولي نظرة خاصة في كتابه 41