صفحة:Al-Ḥurrīyah Journal, vol.1-2, 15-07-1924.pdf/81

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

غرائب الغرب البناء يكامك ولا لسان له فيقول ، و ينظر اليك فيعمل في شفاف قلبك ولا عين له فتنظر ، ويطربك بتساوق نغماته من دون ما صناجة ولا وتر ولا ها الحان : مصانع كثيرة بقيت بتاياها في طليطلة وقرطبة واشبيلية وغرناطةسلبنها الفتن والجهل تارة شطراً من بهائها ، وسالمنها حيناً فابقت عليها ، او رممت ۷۹ شيئاً مما اضرت به عوامل الايام وان لم تعد اليها نضرتها الأولى ) ه سلام على ارض طيبة خصها الخالق باجمل الهبات الطبيعية الطيبة فلم ينقصها زكاء تربة في نجادها ووهادها ، ولا مياها عذبة دافقة من هضابها على شعابها ، ولا اشجاراً باسقة وزروعاً خصبة في سهلها ووعرها . الى ان قال : زانها الصانع السماوي بايجاده ، كما زانها الصانع الارضي بابداعه وما اجمل الطبيعي والصناعي اذا تواعدا الى الاجتماع في خير البقاع . . ه ليالي الانس في جزيرة الاندلس وايامها الغر في سالف الدهر فيك قامت سوق الاداب بما ارتفعت به رؤوس العرب على غابر الاحتماب ، وكمل في ربوعك الذوق العربي حتى ظن بعضهم انك نسيت كل شيء ما عـدا الادب ، وما هـذه الاثار الابدية الا تمرة علمك وصناعاتك وزراعاتك : سلام على ارواح علمائك وفلاسفتكونوابغك وادبائك وامرائك ، ما كان ارجح احلامهم يوم سنوا للعرب سنة الأخذ من السعادتين . وشرعوا لهم شرعة المدنية المثلى » . هكذا يثير الاستاذ بغرائبه الشجون و يفيض الشؤون والكتاب بجملته مما يدعو العربي لاقتفاء اثر الغربي في الحاضر بالاخذ باسباب القوة والحضارة بهیب به الى الاعتبار بما صنعه سلفه الصالح في الغابر من مخلدات المصانع والاثار العظيمة الدالة على عظمة الصانع ويبتنشده الله بلسان الحال ان لا ينسى الراسه الاندلسية وان يندبها بكرة وعشيه .