صفحة:-عبد المتعال الصعيدي- تاريخ الإصلاح في الأزهر-1943.pdf/37

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

السلطان أحمد خان ، المولود في رابع عشر شهر صفر سنة تسع وعشرين ومائة وألف يوم الأربعاء أول النهار فى الساعة الأولى بعد الشمس ، الجالس على سرير الملك في سابع عشر صفر الخير سنة إحدى وسبعين ومائة وألف يوم الأحد قبل الشمس - ، انتهى كلامه ملخصاً بتصرف . ثم قال رفاعه بك : فانظر إلى هذا الإمام الذى كان شيخ مشايخ الجامع الأزهر ، وكان له فى العلوم الطبية والرياضية وعلم الهيئة الحظ الأفر، مما تلقاه عن أشياخه الأعلام ، فضلا عن كون أشياخه كانوا أزهرية ، ولم يفتهم الوقوف على حقائق هذه العلوم النافعة فى الوطنية ، وفضل العلامة التجبرتي المتوفى في أثناء هذا القرن فى هذه العلوم ، وفى فن التاريخ أمر معلوم ، وكذلك العلامة الشيخ عثمان الوردانى الفلكي ، وكان للمرحوم العلامة الشيخ حسن العطار شيخ الأزهر أيضاً مشاركة فى كثير من هذه العلوم ، حتى في العلوم الجغرافية ، فقد وجدت بخطه هوامش جليلة على تقويم البلدان الإسماعيل أبي الفداء سلطان حماة ، المشهور أيضاً بالملك المؤيد ، وللشيخ المذكور هوامش أيضاً وجدتها بأكثر التواريخ ، وعلى طبقات الأطباء وغيرها ، كان يطلع دائما على الكتب المعربة من تواريخ وغيرها ، وكان له ولوع شديد بسائر المعارف البشرية ، مع غاية الديانة والصيانة ، وله بعض تأليف في الطب وغيره ، زيادة عن تآليفه المشهورة، فلو تشبث من الآن فصاعداً نجباء أهل العلم الأزهريين بالعلوم العصرية التي جددها الخديو الأكرم بمصر، بإنفاقه عليها أوفر أموال مملكته ، لفازوا بدرجة الكمال ، وانتظموا في سلك الأقدمين من فحول الرجال ، وربما يتعللون بالاحتياج إلى مساعدة الحكومة ، والحال أن الحكومة إنما تساعد من يلوح عليه علامات الرغبة والغيرة والاجتهاد ، فعمل كل من الطرفين متوقف على عمل الآخر ، فترجع المسألة دورية، والجواب عنها أن الحكومة قد ساعدت بتسهيل الوسائط والوسائل ، ليغتنم فرصة ذلك كل طالب وسائل ، وكل من سار على الدرب