صفحة:-عبد المتعال الصعيدي- تاريخ الإصلاح في الأزهر-1943.pdf/184

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

انبلاج صبح الأزهر

أراد الله تعالى أن ينبلج صبح الإصلاح في الأزهر ، فوفق ولاة الأمور إلى تعيين الشيخ محمد مصطفى المراغى شيخاً له ، فأعاد فيه عهد أستاذه محمد عبده ، ونادى فيه بالإصلاح الصحيح الذي نادى به أستاذه ، ولم يتمكن من تنفيذه فيه ، لأنه لم يكن إلا عضو من أعضاء مجلس الأزهر الأعلى ، وكان شيوخ الأزهر على عهده لايؤمنون بالإصلاح الصحيح الذي كان يدعو إليه .

أما الآن فإن شيخ الأزهر نفسه هو الذي يدعو إلى ذلك الإصلاح ، وهو مكسب كبير ما كنا نحلم به ، بعد أن لقينا في الإصلاح مالقينا ، وبعد أن كانت الدعوة إليه تعد ذنباً عند أنصار القديم في الأزهر ، ويعاقب عليها من يدين بها ويدعو إليها .

فها هو ذا شيخ الأزهر الشيخ محمد مصطفى المراغى يدعو الحكومة إلى ذلك الإصلاح ، ويرسل إليها مذكرة تحوى الوجوه التي يراها فيه ، ويحمل فيها حملة شدة على الكتب الدراسية القديمة التي لاتزال تدرس في الأزهر، حتى يصفها بأنها ليس فيها روح العلم ، ثم يدعو إلى فتح باب الاجتهاد في العلم والدين ، ليخرج لنا علماء لهم أفكار وآراء ، ولا يكون أمرهم كأمر علمائنا يجيدون حكاية كتبهم ، ولا يبيحون لأنفسهم الخروج عليها برأى ، أو التغيير فيها بأى نوع من التغيير، وإنما هو جمود استحكمت حلقاته ، و استعصى علاجه

فيالها من مذكرة جمعت من وجوه الإصلاح ما هو كفيل بإعادة مجد الإسلام ، ورفع منار العلم ، والنهوض بالأزهر ، وإنه لواجب على المسلمين عموماً والمصريين خصوصاً والأزهريين على الأخص أن يحفظوها في