صفحة:-عبد المتعال الصعيدي- تاريخ الإصلاح في الأزهر-1943.pdf/106

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

المطالبة بإصلاح النظام الحديث

مطالبة الطلاب بإصلاح النظام الحديث :

لقد أراد الله تعالى أن يضم إلى صوتى أصواتاً كثيرة تطالب بإصلاح النظام الحديث ، فلا يذهب صوتى صرخة فى واد ، ولا يهنأ أولئك الذين ظنوا أنهم بعقابهم لى يقضون على حركة الإصلاح ، ويرهبون من تحدثه نفسه بالدعوة إليه ، ولكن تلك الأصوات لم تنبعث من علماء الأزهر والمعاهد الدينية ، وإنما انبعثت من الطلاب الذين أوجد فيهم ذلك النظام شيئاً من اليقظة ، وجعلهم يعرفون أن لهم حقوقاً في وطنهم ، فصاروا لا يرضون بما كان يرضى به الأزهر القديم من الانكماش عن الناس وكراهة القيام بأى عمل خارج الأزهر

فالأزهر القديم لم يكن يخرج كل سنة من العلماء الا نحو ستة أو أزيد من ذلك بقليل ، فلم يكن بحيث يضيق عن هذا العدد كل سنة ، بل كان هذا العدد يجد فيه ما يرضيه ، فيرضى به ولا يفكر فى تركه إلى غيره ، وهذا إلى أن الأزهر القديم لم يفتح عيون طلابه إلى ما وراء الأزهر ، فلم تمتد عيونهم إلا إليه ، ولم يكن لهم أطماع إلا فيه

أما النظام الحديث فقد صار يخرج كل سنة مئات من العلماء النظاميين ، لأن المعاهد الدينية زاد عددها بعده حتى صارت في ذلك الوقت سبعة معاهد ، وزاد طلابها زيادة عظيمة بإقبال الأمة بأبنائها عليها ، وقد فتحت الحكومة عيون طلابها النظاميين إلى ماوراء الأزهر ، وجعلت لهم حقوقاً في وظائف التعليم بالمدارس الأولية والوظائف الكتابية في المعاهد الدينية والمحاكم الشرعية ، وما إلى هذا من الوظائف التي تليق بهم

التباس الأمر على الطلاب فى الاصلاح :

ولكن خريجى النظام الحديث نظروا فوجدوا أن أولى الأمر فى الحكومة