صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/61

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۵۳ بدعوتهم ، ووجب إذن أن أفعل ما يريدون و إلا . . . وهنا العثرة كما يقول شكسبير ! و إلا ماذا ؟ إننى رجل لو جاءني أحد فقال لي عش ألف سنة سعيداً وإلا . . . لأوشكت أن أجيبه بالرفض بعد هذا الاشتراط قبل إتمامه . فإذا جاءتنى شرذمة من خشاش الأرض لا يعرفون لي حقاً ويفرضون على أن أنتحل لهم كل حق مصدوق أو مكذوب و إلا حطمونى وهدمونى وذروا ترابي في الهواء فماذا ينتظرون منى ؟ ولماذا يغضبون إذا تركتهم يهدمونني ؟ ألأنهم لم يستطيعوا هـدى ؟ أكان من الاحتكار أيضاً أننى لم أنهدم كما أرادوا فعرفوا أنهم عاجزون وأنهم هازلون ؟ إن حق التشجيع في معاملة الناشئين مقرون بحق الأدب والتوقير في معاملة الشيوخ والكهول . بل حق الأدب والتوقير مقدم بحكم السبق في الزمان ، لأن الشيوخ والكهول كتبوا قبل الناشئين ، وبحكم الحـق لأن الأديب الناشىء يستفيد حين يقرأ سابقيه " وليس الأديب الكهل أو الشيخ على ثقة من الفائدة إذ يقرأ للناشئين ، وبحكم الاستطاعة لأن القاريء الناشيء قد استطاع أن يقرأ فعلا ماهو مطالب بتقديره ، وليس لأحد أن يفرض استطاعة الكهل أو الشيخ أن يقرأ كل ما يكتبه الدارجون فيه طريق الكتابة . ولكنهم هنا يطلبون التشجيع و يعفون أنفسهم من واجب التوقير... ويهددون ومن طلب ذلك فمـا هو بأهل للتشجيع ومن قبل ذلك فما هو بأهل للتوقير أما الذين يعرفون الحقوق ثم لا يحتكرونها كلها لأنفسهم فليس عندهم من سبب لاتهام المشهورين أو غير المشهورين بالاحتكار ، ولا يلومون أحداً على الاشتهار لأنهم هم يتعجلون الاشتهار .