صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/254

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

– ۲٤٦ - SISTENCIA وهذا نقص لا ريب فيه . وقد تناوله صديقنا الزيات من هذه الناحية فأبرزه في صور الحياة اليومية التي لا يخطئها من يرقبها . فهل هو نقص لا يوازنه جانب كمال ؟ وهل هي آفة لاعزاء فيها لبنى آدم ؟ وهل تغير ما طبعنا عليه من هذه الخليقة بما طبعت عليه سائر المخلوقات من توافق و تشابه حالات ؟ مصيبتنا أننا لا نستطيع ! لأن الإنسان لا ينقص إلامن حيث يزيد ، فهو يعرف الخطأ لأنه يعرف الصواب ويختل في هندسته من حيث يتقن النحل هندسته كل الإتقان ، لأنه أعلم بالهندسة من النحل لا لأنه أجهل منه بفنونها وأنواعها . . . فهو يشترى الخطأ بثمن ، لأنه لايشترى الصواب إلا مخلوطاً به ، مضافاً إليه . نحن نرى الشيء أشياء لأننا نرى أما سائر المخلوقات فهي لاترى إذ تنظر بعينيها ، وإنما الأصح أن يقال إنها ا • تلمس الأشياء بالعين على نحو من الملمس بالأيدى ، فلا تقبل عندها التعدد والاختلاف . وهكذا الآدميون الذين يشبهون تلك المخلوقات إنهم يلمسون الأمور بأعينهم كما يلمسونها بأيديهم ، ولكنهم لا يرونها متعددة ا . الحالات ، متعددة الألوان ، متعددة الوقع في الخواطر والأهواء ؛ وإن تعددت عندهم قليلا فهو أقرب تعدد إلى التوحيد . كنت أقول لبعضهم والألمان يدخلون باريس : إنهم سينهزمون . وكنت أقول لبعضهم والألمان يتقدمون في الأراضي الروســــــية : إنهم سينهزمون - فكانوا يقولون : واسكننا ترى أنهم سينتصرون لأنهم مقتصرون . . . فأقول لهم :