صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/183

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- 175 - ثم قال ذلك المصطفى المزعوم معقباً على كلامنا : « ولكن ما رأى العقاد لو قال الناقد : إنى أرى المسيح قاصر الجنسية وما أنفى عنه هذه الصفة » . ورأى العقاد أن الناقد لن يقول ذلك لأنه كان من أساطين المبشرين . فإن أعدته الاشتراكية الرعناء بسوء أدبها فجوابه إذن أن نرده إلى تاريخ النبي ، كما فعلنا فنريه بمـا يفقأ عينـه أن الرجل الشهوان يجمع بين تسع زوجات من الأبكار الحسان وهو قادر على ذلك كل القدرة – ولا يختار زوجاته كما صنع النبي من المسنات المتأيمات اللائى لم يشتهرن بالجمال ، ثم البكر الوحيدة منهن بنت أبي بكر الصديق التي يرجع التزوج بها إلى أسباب المصلحة الإسلامية قبل كل اعتبار . - الليلة فهل « تنبسط » الاشتراكية بهذا الجواب ، أو يملأها سم البغضاء وصديده لأن في العالم الإنساني رجلا باقياً بغير تلويث ! وقال ذلك المصطفى المزعـوم : إن العقاد « يقيم الحجة على نبوة محمد باضطراب الأحوال وقت نشوئه في بلاد العرب ... ترى أين يكون اقتناع العقاد لو انبرى مسلم - قبل أن يتصدى من لا يدين بالإسلام - وقال : إن الأحوال الحاضرة أشد قساوة مما مضى في عهود الإنسانية جميعاً ... وإذن فالحال المعاصرة تستلزم نبيا ينشر الخير والعدل . فأين هذا النبي ممن عرفهم العالم حالياً . والعجيب أن يسألني هذا المصطفى المزعوم عن رأيي وقد بينته صريحاً في الكتاب نفسه حين قلت : إن العالم حائر في طلب العقيدة أو طلب المسوغ للوجود . لأن الوجود وحده لا يكفي الإنسان إلا أن يكون على طبقة مع الحيوان . فالإيمان للمستقبل ، وعسى أن يكون المستقبل للايمان . . . » . قلت ذلك في ختام الكتاب وجعلته خلاصة الرأى فيه وموضع العبرة منه ، ولا أزال أقول كما قلت دائما إن خـلاص العالم مرهون بالإيمان ، و إن حياة الناس بغير عقيدة نبيلة هي حياة حشرات . ولكن الإيمان الذي يحتاج إليه العالم لن يكون إيمان المعدات والأمعاء ، لأن ( - . « ...