صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/174

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- 166 - المصرى بما يماثلها هي برامج الأحزاب المدروسة التي تعنى بكل مسألة من المسائل الاجتماعية أو الاقتصادية وتدعو فيها إلى خطة مرسومة ومقاصد معينة ينفذها الوزير كلما وجد الأصوات الكافية من أنصاره في البرلمان . أما في مصر فالأحزاب لا تريح وزراءها من هذا العبء القديم ، بل ربما كان الوزراء هم أصحاب الرأي والتنفيذ ، وهم كذلك أصحاب التحضير والإقناع . (۳) والمساعدة الثالثة هي قوة الدولة التي يخدمها السياسيون الأوربيون ، فإن وزراء الدول الكبرى يعتمدون على نفوذ الكلمة أضعاف اعتمادهم على الإقناع وحسن السياسة ، ويعولون على الأساطيل والجيوش والأموال كلما ضاقت بهم الحيل وقصرت بهم وسائل التفكير والتدبير . أما الوزير المصرى فليست لديه قوة يخيف بها خصومه أو سلاح يغنيه عن سلاح الحجة والبرهان واغتنام الفرصة السانحة والموقف الذي تسوقه إليه الظروف . (4) ومن أعوان الوزير الأوربي أنه يعمل في اتجاه واحد محدود يستجمع فيه قواه ، ولا يوزعها في وجهات متناقضة ، قد تتفق حينـا وقد تختلف في أكثر الأحيان . فإذا كانت الحكومة برلمانية فكل حساب الوزير منصرف إلى إقناع البرلمان ، ومن ورائه الرأي العام الذي يشبه البرلمان في اتجاهه ويتغير معه في الرأي ركلما طرأت عليه عوامل التغيير . وإذا كانت الحكومة « دكتاتورية » فالسلطة واحدة وطريق العمل معروف بعد الاطمئنان إلى ثبات الحكومة . طار والشعور D أما في مصر فالوزارة موزعة الجهود بين واجبات السلطة الشرعية ومقاصـد السلطة الفعلية ومناورات المعارضة في البرلمان ومفاجآت الأقاويل والإشاعات التي تتحول بالرأي العام من اليمين إلى الشمال ثم من الشمال إلى اليمين في كل صباح ومساء ، ولا يعفيها الاهتمام بهذا كله من الاهتمام بالمقاصد الأجنبية التي تتمثل في بقايا