صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/167

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- 159 - في تلك البلاد ملك للأمة بأسرها وأن الأفراد فيها أجراء لا علكون شيئا منها ، لأن صاحب المصنع الذي يعطى الأمة سبعين أوثمانين – أوتسعين في المائة من أرباحه – لا يتقاضى أكثر من مدير موظف يستأجر لإدارة دفة المصنع على حساب الدولة ، ولكنه في ظل النظام القائم يملك همة المنافسة ونشاط الرغبة الفردية ويشعر بالحرية ويعمل للجماعة وهو يحسب أنه يعمل لنفسه و يغار عليها . أما المدير الذي يعمل كالموظف في غير ملكه فلا يحقق حرية الفرد ولا مصلحة الأمة ولا يلبث التنافس المعطل فيه وفي غيره أن يبدى عواقبه الوخيمة على مصالح المجتمع ومصالح الأفراد . هذه الاشتراكية الديموقراطية نتمناها لمصر ولانخاف عليها منها ، ونعتقد أننا سائرون إليها بالقدوة الدولية و إن لم نمر بأطوارها الصناعية كما مرت بها الأمم من قبلنا ولكن القدوة الدولية لن تغنينا عن ولاية الأمر بأيدينا كما يوافق مصالحنا وآدابنـا وتقاليدنا ، ولن تعفينـا من السبق الآن إلى لقاء الاشتراكية الديموقراطية دون أن ننتظرها لنبتلى بتجاربها وتمتحن بمغامراتها . 6 أما الاشتراكية الشيوعية فلا نرى من دلائل الحاضر أن بلادنا سائرة إليها ، بل لانرى أنها باقية في بلادها إلى أمد طويل ، وقد يرى من يعيشون اليوم أن بلادها ستصبح في يوم غير بعيد أقل بلاد الحضارة اشتراكية . . . أو أقل بلاد الحضارة توفيراً للعمل و إنصافاً للعمال . الة الي الله