صفحة:يسألونك (1946) - العقاد.pdf/143

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

من طرائف المفارقات

من طرائف ما يقال في بلد المفارقات كلية كتبتها آنسة أديبة في « المصور ، الأغر تقول فيها : و... سألني الأستاذ الكبير عباس العقاد عن رأيي في سارة فأجبته في صراحة أنه قد آن الأوان التحدث الأنتي عن الأنتي وتصور شعورها وتترجم عن عواطفها. فإن الرجل لا يعرف المرأة ولا يفهمها ، ولذلك يصورها في كتابته مخلوقة أخرى غير التي نعرفها في نفوسنا ونحسها فينا ...

  • * *

وطريف كل ما في هذه الكلمة التي تتمثل فيها شتى المفارقات في بلاد النقائض والمفارقات ! فن طرائفها قول الآنسة الأديبة أني سألتها رأيها في سارة ، وأنا لا أعرف أنها قرأتها وأن لها رأي فيها . ولو عرفت أنها قرأتها وأن لها رأي فيها لما فاتحتها بالسؤال عنها، لأن أصدقائي الكتاب والقراء كثيرون يعلمون ما لم تعلمه الآنسة الأديبة ، وهو أني لم أستيح لنفسي يوما أن أفاتح أحدا بالسؤال في موضوع كتاب ألفته أو قصيدة نظمتها ، لأن الفاتحة بالسؤال في هذا الصدد إما استجداء ثناء ، وهو لا يحسن بالكاتب ، وإما إحراج المسؤول إذا اضطره السؤال إلى إبداء رأي لا يروق ولا يطيب وقعه في أذن السامع ،، وهو كذلك لا يحسن بالكاتب ولا بكائن من كان ومن شاء إبداء رأي فله من وسائل الإبداء ما يغنيه عن هذا الحرج ، وما يغني الكاتب عن سوقه إلى الكلام فيما ليس من قصده أن يفتتح الكلام فيه . والآنسة الأديبة صحفية على اتصال بالصحف اليومية والأسبوعية ، فما رأيها في سؤال قراء هذه الصحف عن قاری، فرد أوكاتب فرد شغلته في مجلس من المجالس استفسار الرأي في أكتب أو ما أنظر ! فلماذا أسألها هي إذا كنت لا أسأل أحدا غيرها ؟ !