صفحة:وصف إفريقية من الاستبصار في عجائب الأمصار.pdf/67

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

17 ما اصعب البرد و ريعنه * و اطراف الشمس تاهرت تبدو من القيام اذا ما بدث * شاتها تنشر من تحت تفرح بالشمس إذا اشرقت * كفرحة الري بالسنت و بقال أن رجلا من أهل تاهرت حج فرأى توقد الشمس مكة فقال لها و قد احرقته احرقني ما شت فوالله انك بتاهرت ا الذيلة قلعة هوارة وهي قلعة منيعة في جبل خصب فيه بساتين و ثمار و اشعار و مزراع و اعناب و تحتها نحص طوله نحو اربعین میلا يشق فيه نهر سیرات و یسقی اکثر ارضه بستمي ذلك الفحص سيرات باسم الهی و نه سیرات نهر كبير مشهور يقع في البحر عند مدينة ارواوا وهي مدينة قديمة رومية وفحص سبرات يسكنه قائل كثيرة من البربر و مطغرة و غيرهم من قبائل زناتة و زناتة تشعب على قبائل كثيرة و بلادهم واسعة يخالطهم من جهة أفريقية بنو زغبة من العرب من بني هلال بن عامر و من جهة الغرب بلاد مسوفة وهم قبائل كثيرة من صنهاجة يسكنون بتلك الصحراء لا يستوطنون بلدة وانما عيشهم من اللبن واللحم و هم خلق كثير وفي صحاری بلادهم جل عظيم يعرف بفلفل و هو كثير المخصب والعيون و الانهار و فيه آثار عمائر كثيرة و بيوت محصنة وقرى واسعة لا أنس بها ولا يسكها خلق و يقال ان الجن اخلت تلك العمائر والبلاد و تری في تلك الصحاری باليل نيران المجن وسمع عزفهم وغناؤهم وهم كثير ما يختطفون الاناسی ويبجلونهم معهم وربما يفلت الانسي من بينهم فيرجع إلى أهله فيحدث ما رأى عندهم و هذا متعارف و يقال انهم بدلون أولاد الأنس و لذلك . > و 4