صفحة:وصف إفريقية من الاستبصار في عجائب الأمصار.pdf/27

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۲۷ نحو عشرين مي و في هذه المدينة المحدثة قيسارية عظيمة و حمام و فنادق و دیار كثيرة و مياه مطردة و سقايات و منافع اعدت لورود المحلات عليها اذ وضعها على المجاز و المعبر الي حضرة مراكش كلاها الله و على هذا المعبر قنطرة مركبة على ثلاث وعشرين معدية مدت عليها اوصال الخشب وصلت عليها الألواح والفرش الوثيق الذي لا يؤثر فيه المعافر تجوز عليها العساكر و المسافرون و حولها يتصيد انواع السمك و الشابل 2) و محمد البحر فترتفع القنطرة بغطى الجسر فتعوم عليه المراكب و ترسی دونها الاجفان الكبار و قل ما تسلم عند دخولها و خروجها لصعة المدخل وهو مشهور عند أهل ضيعة البحر و يقابله من مراسی براندلس وادی ثعلب ونهما في البحر يوم وليلة و الله سبحانه و تعالى اعلم وهذه المدينة قد شرفها هذا الأمر العزيز و كرمها مما أحدثه فيها من المباني الرفعة والمنارة البديعة و ما هي وقت مرير المحلات عليها الا من عجائب منتزهات الدنيا بما في الأعوام الخصية و الفصول المعتدلة وتاهي من ساحل طوله نحو الميلين و عرضه نحو الميل مملو بالشر و الزوارق في الوادي برکاها و المنارة الطلة و علقات الثمار و جدر الكرمات و قیب الطوس اللسادات أندهم الله ظاهة و قلة المجامع واكثر منارة ذلك المحضن المشرف ظاهرة من المدينة و ما هي في أوقاتها إلا احسن من دیار مصر و ما يحكي عن دجلة والفرات فانا لله على القناه والمبات * و الله در القائل * الناس مثل چاب * والدهر بركة ماء فعالم في طفو * و عالم في انطفاء