صفحة:نزهة الفتيان في تراجم بعض الشجعان (1966) - محمد العربي التباني.pdf/46

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٤٥
لَلقينكم يحملن كل مدجَّجٍ
ولَسر أولاد اللَّقيطة أننا
كنا ثمانية وكانوا جَحْفَلًا
حامي الحقيقة ماجد الأجداد
سلْمٌ غداة فوارس المقداد
لَجِبًا فَشُكُّوا بالرِّماح بَدَادِ

وتوفى سنة ثلاث وثلاثين في خلافة عثمان بأرضه بالجرف وحمل إلى المدينة فصلى عليه عثمان وعمره سبعون سنة وقد حضر فتح مصر.

خالد رضي الله عنه

هو ابن الوليد بن المغيرة القرشي المخزومي سيف الله أبو سليمان، كان أحد أشراف قريش في الجاهلية، وكانت إليه أعنَّة الخيل فيها، وشهد مع كفار قريش الحروب إلى عمره الحديبية، ثم أسلم سنة سبع بعد خيبر، وقيل: قبلها وحسُن إسلامه، وحضر غزوة مؤتة مع زيد بن حارثة، فلما استشهد الأمير الثالث؛ أخذ الراية، فانحاز، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة فأبلى فيها، وحضر حُنينًا والطائف، وبعثه النبي إلى أكيدر ملك دُومة الجندل فأسره، وأتى به النبيَّ صلى الله عليه وسلم فصالحه على الجزية، وعقد له أبو بكر على قتال أهل الردة لواء، وقال: إنني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «نعم عبد الله، وأخو العشيرة خالد بن الوليد سيف من سيوف الله سلَّه الله على الكفار»، فأثر تأثيرًا شديدًا، وكان أحد الأساطين الذين رفعوا منار الدِّين فتوجه إلى طليحة الأسدي المتنبي ففضَّ جمعه، ثم توجه إلى اليمامة ففتحها وقتل مسيلمة الكذاب، ولما فرع من اليمامة أمره أبو بكر بالمسير إلى العراق ففتح الحِيرة صلحًا وكثيرًا من بلدانه عنوة، ثم أمره بالمسير إلى الشام مَددًا لمن به من الأمراء فحضر اليرموك وفتح دمشق، وفقدت منه قلنسوة يوم اليرموك، فقال: اطلبوها فلم يجدوها فلم يزل حتى وجدها فسئل عن شدة طلبه لها، فقال: اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم فحلق رأسه فابتدر