وفي السنة ١٦٩٧ خص الأب فيرسو اليسوعي دير البلمند بعنايته لأنه كان آهلاً بالرهبان، وكان للشقاق شأن عظيم فيه بحيث يتناول كل ملة الروم». وحاول الأب فيرسو الدخول إلى البلمند لإيضاح الكثلكة مراراً ولكنه أخقق. ثم أحس اثنان من الشبان الأرثوذكسيين الذين كانوا يتعلمون عند الآباء اليسوعيين بالدعوة الرهبانيـة واختارا البلمند لخدمة الله فيه. فأخذ الأب فيرسو يزورهما ويرشدهما منبهاً إلى ما في هذا الدير من خطر. ثم تحقق أنهما راسخان في الكثلكة فاتخذهما وسيلة للدعاية الرومانية بين الرهبان. ولكي يرضي غيرهم كان يمدح القديس باسيليوس الكبير ويتلو أخباره. ووضع بين أيادي صديقيه مؤلفات الأب كليسون والأب نوه1 وفي السنة ١٧٠٤ تقدم خمسة بطلب إلى رومة يرجون نقلهم إلى عاصمة الكثلكة لإكمال علومهم وتنسكهم2. وفي هذه الآونة نفسها وصل إلى البلمند شابان حلبيان راغبان في التبتل. فنصح لهما الأب نصر الله الحلبي أن يذهبوا إلى جبل لبنان ويفتشوا عن مطرح خالي وبعده نحن نجيء إلى عندكم ونعمل رهبنة قانونية لأن في هذا الدير الإنسان ما يحسن يعيش في حرية الإيمان لأن فيه أناس «معاندين» وعشرتنا معهم لا تصلح، فسمعوا من شوره وراحوا حوشوا دير الذي يقال له مار يوحنا الشوير»3.
وولد في دمشق في السنة ١٦٤٣ مخائيل ابن موسى الصيفي ونشأ فيهـا. وتعلم في مدرسة الطائفة في الدار البطريركية. ولقي عطفاً خصوصیاً من الخوري جرجس بربق، وكان هذا قد سافر إلى رومة وتخمر فيهـا بالكثلكة. وتردد ميخائيل على دير الآباء اليسوعيين والكبوشيين فجذبوه إليهم وزادوه طاعـة وخضوعاً. وتوفي إرميا متروبوليت صور وصيدا في حوالي السنة ١٦٨٠ فحض المرسلون اللاتينيون أعيان الروم في صيدا على انتداب الخوري ميخائيل صيفي. ورضي البطريرك كيرلس الثالث وكان يجهل باطن ميخائيل، فسامه مطراناً على صور وصيدا في السنة ١٦٨٢ ودعاه أفتيميوس. وأول عمل همَّ به هـذا