الشوير إلى جانب مار إلياس الموارنة في السنة ١٥٩٠. ولعل لأسرة بيت الجميل المارونية فضلاً في وقف بعض الأملاك على رهبان الروم في هذا الدير. ولم ينقطع هذا التعاون في الشوير ففي النصف الثاني من القرن التاسع عشر جـدد الموارنة كنيسة ديرهم فقدم المعلم أسعد رستم الأرثوذكسي وقته وحذقه في صناعة النحت والبناء مجاناً وأنشأ الحنية والمذبح في الكنيسة الجديدة كما فعل قبل ذلك في دير اللويزة وفي دير مار بطرس في بيت شباب. وكنيسة السيدة في بسكنتا التي شيدت في مطاوي القرن السابع عشر ظلت مشتركة بين الروم والموارنة إلى أن شيد الأرثوذكسيون كنيسة مار ماما في حوالي السنة ١٧١٦1.
وفي خريف السنة ١٦٤٢ «ادعى الشيخ أحمد ابن الأمير أبي بكر الشهير بابن الحمراء المتولي بموجب أمر شريف سلطاني على مقامات حضرة الخضر الياس عليه السلام أن الكنيسة المعروفة بمار جرجس الكائنة بنهر بيروت كانت مقـام الخضر فاتخذته النصارى كنيسة وأحدثوها متعبداً لهم وأن المدعى عليــه المطران يوحنا ياسف الملكي2 متخذها الآن متعبداً وهي بيده ويتصرف بوقفها وطلب المدعي منع المطران المذكور من الكنيسة المرقومة وإخراجه منها. فسئل منه (أي المطران) عن ذلك فأجاب بأنها كنيسة «أهل الذمة والموارنة» منذ قديم الزمان ولم تحدث ولا جددت. وبعد أن عجز المدعي عن إثبات مدعاه وحضر كل من محمد بن عبدالله وجمال الدين بن محمد الغزيري وشهاب الدين بن ناصر الدين الخراط البيروني وشهدوا غب الاستشهاد الشرعي بأنهم يعرفون الكنيسة المزبورة منذ عمرهم كنيسة «للنصارى الموارنة والملكية» متعبداً لهم يتعبدون فيها من قديم الزمان وبعد التفتيش والاستفسار من الثقاة الأخبار والجم الغفير والجمع الكثير أبقى مولانا الحاكم الشرعي المشار إليه (سليمان القاضي بمدينة طرابلس) يد المدعى عليه المطران يوحنا الملكي المذكور على الكنيسة المرقومة»3 هذا بعض ما جاء