نشكر الله أن الحواجز التي قامت بيننا نحن الأرثوذكسيين وبين إخواننا في المسيح أبناء الكنائس الغربية لم تبلغ عنان السماء وإننا لا نزال نرغب في الاتحاد وندعو إليه ونصلي لأجله في كل يوم.
ونشكر الله أنه هيأ للكنيسة في هـذا القرن العشرين قادة أتقياء ملأت قلوبهم محبة المسيح وأنار الروح عقولهم فأثاروا جواً من الوعي والمحبة والاستعداد لتبادل الرأي. وفي طليعة هؤلاء قداسة البابا يوحنا الثالث والعشرون وقداسة البطريرك المسكوني أثيناغوراس الأول. والاثنان من أفذاذ الرجال وأطهر الطاهرين . وقد خبرا العالم المسيحي خبرة واسعة بما قاما به من واجبات روحية عالمية قبل وصولها إلى السدتين الرسوليتين.
وهذا عرض تاريخي علمي واقعي لأسباب الخلاف والتباعد بين كنائس الشرق وكنيسة الغرب. والرجوع إلى الماضي ضروري لفهم الحاضر وإعداد العدة للمستقبل واطلاع جمهور المؤمنين على حقيقة ما جرى ضروري لخلق رأي عام منور يوجب الاعتدال ويدفع بالرؤساء إلى الأمام. وليس من الحكمة بشيء أن نسكت عن بعض الماضي وأن نلطف غيره تلطيفاً. فالداء شديد الوطأة وتشخيصه تشخيصاً علمياً صحيحاً ضروري لوصف الدواء.