صفحة:مقدمة فى النحو (1961) - خلف الأحمر.pdf/33

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۲۷ -- مكنوا فيه ، وليس من الزهد الصادق أن يزهد المرء فيا لا يجد ، ولا أن يعف" عما لا يقدر عليه ، فلقد كان خلف غنيا عن الحاجة الى الخلق ، وقادراً على ما يعجز عنه أمثاله . وهر رمتها يدل على صدق نسكه وعقيدته ماذكره أبو الطيب اللغوي في مراقبه : أنه كان يختم القرآن كل يوم وليلة ، أو ما حدث به أبو حاتم عن محمد بن عبد الوهاب الثقفي قال : دخلت على خلف أعوده في مرضه الذي توفي منه ، وجئت معي بطبيب فقال لي : مرحبا بك ! لقد كنت مشتاقا اليك ، فقلت له : كيف تجدك يا أبا محرز ؟ فأنشأ يقول ( الأمالي 156/1 ) : يا أيها الليل الطويل ذنبه كأن ديننا لك تطلبه أما لهذا الليل صبح" يقربة عندي ثم أنشد يقول لا يبرح المرء يستقري مضاجعه

حتى يبيت بأقصاهن مضطجعا وحين وصفت لخلف الطبيب الذي جئت به وحذقه لم يلتفت اليه وقال : « لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا ، قال محمد بن (۱) وذكر البكري في لآليه ( السمط ٤١٢ ) أن هذا البيت من شعر لخلف أوله : قد عشت في الدهر ألواناً على طرق شتى وقاسيت فيها اللين والفظها وبعد البيت الذي أنشده خلف ثلاثة أبيات أخرى هي : وليس يبرح يستصفي مشار به حتى يجرع من رتق البلى جرعا فامنع جفونك طول الليل رقدتها واقدع حشاك لذيذ الطعم والشبعـا واستشير البر والتقوى بهدتها حتی تنال بهن الفوز والرفا قالوا : وكان خلف لا يضطجع حتى ينشد هذه الأبيات الأربعة ، وفي السمط سبعة أبيات جيدة أخرى ، قال صاحبه : إن الشعر لعبد العزيز بن زرارة ، وان خلفاً كان ينشدها فنسبت إليه ، والله أعلم .