صفحة:مقدمة فى النحو (1961) - خلف الأحمر.pdf/27

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

كان خلف بنجل الشعر غير اهر ؟ . – لانريد أن تتعرض لحاد شيخه ، واتهام أعدائه له بالنحل والكذب ، وحسبنا في أن نرتاب بتهمتهم الشنعاء ، بقول أبي عمرو بن العلاء فيه ، وهو الإمام الذي كان يوثقه البصريون والكوفيون ، قال : ماسمع حماد الراوية حرفا إلا" سمعته ، وقال أبو عمرو الشيباني (1) : ما سألت أبا عمرو بن العلاء قط عن حماد الراوية إلا " قدمه على نفسه ، ولا سألت حمادا عن أبي عمرو بن العلاء الا" قدمه على نفسه وأما اتهام خلف الأحمر بالوضع والنحل فحسبنا قول الجمعي" في طبقاته ( ۲۱ ) : « كنا لا نبالي اذا أخذنا عنه خبرا ، أو أنشدنا شعرا أن لا نسمعه من صاحبه » ؛ ولكن الذي يعلم مابين مدرستي البصرة والكوفة من خصومة وعداء ، وجدل واتهام وافتراء ، وأن كلا من الفريقين كان يتهم صاحبه ويظلمه ، لابد له وأن يرتاب في تلك الأخبار التي تحتمل الصدق والكذب ، نذكر منها على سبيل المثال ماذكره أبو الفرج في أغانيه ( ٩٢/٦ ) أن أبا عبيدة قال ، قال خلف : « كنت آخذ الراوية الصحيح من أشعار العرب ، وأعطيه المنحول فيقبل ذلك مني و يدخله في أشعارها ، وكان فيه حمق » ، وقد مر " بنا الآن أن شمرا ذكر ان خلفا أول أحدث السماع بالبصرة ، وذلك أنه جاء الى حماد الراوية فسمع منه الشعر ، وأخذ عنه البصريون كل" شعر امرىء القيس بن حجر الكندي ، وكانوا يعلمون أن حماها قد انفرد بروايات من الشعر ، إلى غير ذلك من مزايا حماد ، فكيف يعقل من رجل كان من أعلم الناس بالشعر والشعراء أن يقبل من خلف الشعر المنحول ، ولا يمتز مصنوعه الكاذب من مطبوعه الصحيح ، وكيف يكون من الحمقى والأغبياء من أقر له بالفضل مثل أبي عمرو بن العلاء ؟ ماد ) (۱) الأغاني ( ٧٣/٦ ) •