صفحة:مفيد العلوم ومبيد الهموم.pdf/316

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الرئاسة إحدى شبابك السياسة فالوزير بمنزلة الملك فليكن أكرم الناس وأسخاهم ويجب أن يكون هاديا مهديا متحريا محنكا موصوفا بالدين والأمانة والعفة والديانة مأمون العيب تقي الحبيب عن الرشوة والمطالعة الوزير سفير بين الأمراء والرعية واذا كذب السفير يطل التدبير والرياسة منو الأمارة يقال مثل السلطان كمثل الشمس والرعية بمنزلة الثلج ومثال الوزراء بمرلة الحيال فلولا الحيال لأتت الشمس على الثلوج وإذابته في يوم واحد لكنهم يدفعون البلايا عن الرعية ويصلحون هم من حيث لا يشعرون قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله تعالى بأمير خيراً جعل له وزيرا صالحاً ان نسي ذكره وأن ذكر أعانه والوزارة على نوعين وزارة ملك عاقل ورزين كريم خائف لله تعالى مطبع مائل إلى العدل حائد عن الجور فوزارة هذا الملك غنيمة باردة والنوع الآخر وزارة ظالم غشوم وجبار عنيد فوزارته فساد الدين والدنياوندم وخسارة قال الحكماء يجب أن يكون الوزير مثل المرأة التي لها وجهان فبوجه ينظر الى الرعية والله سبحانه وتعالى أعلم ا الباب الثاني في خطر الوزارة )* قال النبي صلى الله عليه وسلم من اقترب من أبواب السلطان افتن مثل وزير السلطان كمثل راكب الفيل تهابه الناس وهو من نفسه أهيب وقيل أخوف ما يكون الوزراء اذا استقرت المملكة وملك العدو وكانت وزراء الفرس متى رأوا اقرار الملك واستبشار الملك هيجوا الفتن من الجوانب ليشتغل قلب السلطان وتضطرب المملكة فلا يتفرغ لهم الملك فالوزراء مرحومون والرؤساء وأيم الله معذورون لان ألبابهم مشغولة باشياء تكون الرعية بمعزل عنها إني أري صاحب السلطان في نسب فان قتل السلطان