صفحة:مفيد العلوم ومبيد الهموم.pdf/305

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۲۸۹ أو جاريته قوموا فاذا علم الرعية أن الوالى حكيم فيبتغون طاعته ويرجمون إلى أمره وإذا علموا أنه حقود حسود يئسوا من عفوه فيفروا عنـه وأخذوا في الشكاية فقد جاءت المتن فالمتنة نجوي ثم شكوى ثم بلوي ومن أنصف علم أن العفو واجب على الملوك والوزراء والرؤساء لانهم اذا غضبوا ونفذ غضبهم لاستقى من الرعية أسعد وتفسد مملكته بل يعفو ويصفح قال المأمون لو علم الناس محبتي للعفو لما توسـلوا الي الا بالذنوب قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه إياك أن تعتمد على السلطان عالم تجربه في حال النضب ولا تمدحن أحداً في كمال دينه حتى تعاشره و تعرف سره في حال الطمع ( فائدة ) السلطان والوزير متى أخبرا بجناية أحمد فيجب أن لا يسجلا بالسقوبة بل يتثبتا ويتوقفا قال الله تبارك وتعالى ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا من البيان وقرى متبوا من الثبات فقد يكون مكذوبا عليه إما لعداوة وإما لطمع أو لشهادة أو خطأ أو غلط أو لاشتباه حال وتردد فيبتي الأمر على اليقين لئلا يندم ولا يحمل فانه إذا كان مستحق القتل فلا يقونه قتله اذ هو في قبضته واذا قتله ثم بان خطؤه فلا يمكنه إحياؤه وليبالغ في تعرف الامر ولا يعول على قول العوام الا ماشاء الله فقدقال الصاحب بن عباد كنت أرجع من ديوان الامارة بأصفهان الى بيتي فرأيت رجلا والناس يطوفون حوله يقولون يجب أن يقتل قالوا لاندري ذلك ولكن يجب أن يقتل فتعجبت كل العجب منهم والله أعلم بالصواب وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم الباب العاشر في بيان ذخائر السلطان ختلف الناس في خير مايقتنيه السلطان في قائل كنوز الذهب والفضة تقيل أن في ذلك الصيانة للعرض وقضاء الحقوق وصلة الرحم ومعونة (۱۹)