صفحة:مفيد العلوم ومبيد الهموم.pdf/295

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۲۷۹ بالعدل والإنصاف فلأنفسهم كانوا يتفارون فاذا أخذوا يستوفون واذا أعطوا يخسرون وينتصفون ولا يتصفون لانه مطبوع على الشح والحين والحرص والكبير فاحتاجوا إلى واحد يدفع الظالم عن المظلوم والقوى عن الضعيف فقيل لابد من سلطان في كل زمان ليعمل بالعدل والاحسان وينهى عن البني والعدوان اذ العدل ميزان الله تعالى وضعه للانسان فقال تعالى وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان فاذا عرفت انه لا بد من سلطان ورئيس وأعوان فلا بد من العلماء لتقرير الحجج واليان وقع المبتدعة والباطئة أهل الزيع والطاغيان اذ السلطان لا يعرف مقادير الحقوق فلهم أيد باطشة ولا بد من بصيرة نافذة فاحتاجوا إلى العلماء ضرورة فقيل العلم والسيف توأمان والملك والدين اخوان فهل من سامع لهذا الغريب والترتيب العجيب فقيل الله الفرد الجواد الواحد و نظام العالم بالازدواج ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون فقيل لابد من الازدواج ليكمل أمر هذا العالم فالتوأمان لا يصلح أحدها إلا بصاحبه ولاغني لأحدها عن الآخر فقبل الدين أس والملك حارس وما لم يكن له أس فهدوم وما لم يكن له حارس فضائع وعند هذا يلوح لاعلام العلماء سر قول النبي صلى الله عليه وسلم ثنتان لو صلحا صاح الناس كلهم الأمراء والعلماء فلما كانت مراتبهم عليـة ومقاملهم سنية لاجرم كانت أخطارهم عظيمة وطاعاتهم مفترضة فانزل الله تعالى أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم يعني العلماء وفي قول الأمراء وقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم ارحم خلفائي فقيل من هم با رسول الله قال العلماء وقال منأ كرم العلماء فقدأ كرم الله ومن أهان السلطان فقد أهان الله تعالى وان الله تعالى أمر بالعدل والإنصاف دون الظل والاعتساف فمن فعل ذلك فقد فاز فوزا عظيا ومن أبي واعتدى فقد