صفحة:مفيد العلوم ومبيد الهموم.pdf/205

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱۸۹ النعيم عن ملك قد انقضي ملكه الى ملك الباب الرابع في بيان أي الناس أشد بلاء * غان أسابك وحشيت بلاء فليكن لك في رسول الله أسوة حسنة فان أشد الناس بلاء الانبياء ثم الأولياء عن سويد بن عبد الله قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك وعكا شديداً فقلت يارسول الله إنك لتوعك وعكا شديداً قال إني لا وعاث كما يوعك رجلان منكم قلت ذاك بأن لك أجرين قال أجل ومامن رجل مسلم يصيبه أذي من مرض وما سواء الا حط الله عنه سيئاته كما تحط الشجرة ورقها وقال أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون كان أحدهم يبتلي بالمقر حتي مايجد إلا العباءة يلبسها ويبتلى بالقمل حتى يقتله ولاحدهم كان أشد فرحا بالبلاء من أحدكم بالعطاء ذلك لعلمهم أن الدنيا لا يقاء لها وأن المبتلى يكاشفهم * وأما نحن فقد قست قلوبنا وطبع على قلوبنا وصدورنا فقد ابتلينا بلاء كدنا أن ترمي من السماء أولئك الرجال ونحن المتخلفون المبتلون بالبطن والفرج شتان بين قوي وضعيف وجاء في رواية يبتلي الرجل علي قدر دينه فان كان صاب الدين اشتد بلاؤه وإن كان في دينه رقة ابتلى على حسب ذلك فما يبرح البلاء بالعبد حتى يمشي على الارض وما عليه خطيئة وقال مثل المؤمن كمثل الزرع لايزال الريح يفيئه ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء ومثل المنافق كمثل شجرة الأرز لاتزال قائمة حتي تستحمد وأصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجع فجعل يشتكي ويتقاب على فراشه فقلت له عائشة رضي الله عنها لو فعل هذا بعضنا وجدت عليه فقال إن المؤمنين ليشدد عليهم وقال ان عظم الجزاء مع عظم البلاء وان الله أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط وفي رواية فمن حبه إياه يمسه البلاء حق يدعوه فيسمع دعاءه