صفحة:مفيد العلوم ومبيد الهموم.pdf/190

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

١٧٤ كان الله فليعلم أن جميع ما في الدنيا ثلاثة أقسام قسم ظاهره وباطنه من الدنيا ولا يجوز أن يكون من الآخرة وذلك مثل المعاصي والمقاصد السيئة وكذلك التنم في المباسات والتمرغ في الشهوات كل ذلك من الدنيا المحضة والقسم الثاني في أشياء هي بصورها الله تعالى ولكن يجوزان تكون بمعناها من جملة الدنيا وذلك ثلاثة أنواع الذكر والفكر في آلاء الله عز وجل ومخالفة الشهوات فان كانت هذه الاشياء مبنية الله فهي سبب الآخرة فتكون الله تعالى وان كانت بنية أن ينظر الناس اليه بين الوقار ويشهدوا له بالصلاح أو مقصوده من الذكر طلب العلم ليكتسب به چاها ومالا أو يترك الدنيا السبع أن يقال زاهد وورع فهذا كله من الدنيا الملعونة المأمومة والقسم الثالث ماهو بصورته وظاهره من حظ النفس وحقيقة الدنيا ويجوز أن يكون بقصده الله تعالى وبيته مثل أكل الطعام يستعين به على عبادة الله تعالى ويطلب النكاح على قصد أن يكون له ولد يعبد الله تعالى ويطلب المال بنية أن يستغنى به عن الحرام وعن الحاجة والسؤال وفراغ القلب فالدقيقة في الباب أن حقيقة الدنيا ما هو . النفس في الحال ومجرد ذلك شهوة ونهسمة لا تعلق له بالاخرة أصلا وكل ما هو عمل الآخرة ومهمات أمرها كملف الدابة في طريق الحاج واعداد الطعام لأجل الأفطار فليس من الدنيا فان الله عز وجل بين الدنيا وبين حقيقتها في خمسة أشياء نص عليها في قوله تعالى انما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينسكم وتكاثر في الأموال والاولاد فكل ما هو من الآخرة فليس من الدنيا وما هو لاجل الدنيا وحظ ونفس فذلك الدنيا المذمومة فاحذروها فليس للآخرة والسلام الباب السادس في الزهد في الدنيا * اعلم أن الله عز وجل توعد على الرغبة في الدنيـا بعظائم لم نجده