صفحة:معجم الأطباء (1942) -أحمد عيسى.pdf/439

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ذكاء قد مهر في كل ذلك إذا تحدث في شيء من هذه العلوم تكلم على دقائقه وغوامضه ونكته حتى يقول القائل إنما أفتى هذا عمدة في هذا الفن وكان قد قرأ النحو على محي الدين بن أبي الفرج بن دينون والأصول على محمد بن عبد الرحمن قاضی تونس وقدم مصر عام تسعين وستماية قال لى شيخنا العلامة قاضي القضاة تقى الدين السبكي رحمه الله تعالى وهو ما هو أنا ما أعرف أحداً مثل الشيخ ركن الدين وقد رأى من رآه من الفضلاء وأخبرني شيخنا الحافظ فتح الدين ابن سيد الناس قال قدم إلى الديار المصرية وهو شاب فحضر سوق الكتب والشيخ بهاء الدين بن النحاس شيخ العربية حاضر ومع المنادى ديوان ابن هانى المغربي فأخذه الشيخ ركن الدين وأخذ يترنم بقول ابن هانى : فتكات الحظك أم سيوف أبيك وكؤوس خمرك أم مراشف فيك وكسر التاء وفتح الفاء و السين والفاء فالتفت اليه الشيخ بهاء الدين وقال يا مولانا ماذا إلا نصب كبير فقال له الشيخ ركن الدين بتلك الحدة المعروفة منه والنفرة أنا ما أعرف الذى تريده أنت من رفع هذه الأشياء على أنها أخبار المبتدء آت مقدرة أى هذه فتكات لحظك أم كذا وأنا الذى أريده أغزل وأقدح و تقديره أقاسى فتكات لحظك أم أقاسى سيوف أبيك وأرشف كؤوس خمرك أم مراشف فيك فأخجل الشيخ بهاء الدين وقال له يا مولانا فلأى شيء ما تتصدر وتشغل الناس فقال استخفافاً بالنحو واحتقاراً له وايش هو النحو في الدنيا النحو علم يذكر أو كما قال وأخبرني أيضاً قال كنت أنا وشمس الدين بن الأكفاني نأخذ عليه في المباحث المشرقية فأبيت ليلتى أفكر فى الدرس الذى نصبح نأخذه عليه وأجهد قريحتي وأعمل بعقلى وفهمى الى أن يظهر لى شيء أجزم بأن المراد به هذا فاذا تكلم الشيخ ركن الدين كنت أنا في واد في بارحتى وهو فى واد أو كما قال وأخبرني الشيخ تاج الدين المراكشي قال قال لى الشيخ ركن الدين لما أوقفنى الشيخ فتح الدين ابن سيد الناس على السيرة التي عملها علمت فيها على مائة وأربعين موضعاً أو مائة وعشرين