صفحة:معجم الأطباء (1942) -أحمد عيسى.pdf/363

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-too- وأحلى إشارة وما سألته عن شيء في وقت من الأوقات مما يتعلق بالحكمة من المنطق و الطبيعي والرياضي والالهى الا أجاب بأحسن جواب كأن ما كان البارحة يطالع تلك المسألة طول الليل وأما الطب فانه امام عصره وغالب طبه بخواص ومفردات يأتي بها وما يعرفها أحد لأنه يغير كيفيتها وصورتها حتى لا يعلم وله إصابات غريبة في علاجه وأما الأدب فانه فريد فيه يفهم نكته ويذوق غوامضه ويستحضر من الوقائع والأخبار والوفيات للناس قاطبة جملة كبيرة ويحفظ من الشعر شيئاً كثيراً إلى الغاية من شعر العرب والمولدين والمحدثين والمتأخرين وله في الأدب تصانيف ويعرف العروض والبديع جيداً وما رأيت مثل ذهنه توقد ذكاء بسرعة ما لها روية وما رأيت فيمن رأيت أصح ذهناً منه ولا أذكر وأما - عبارته الفصيحة الموجزة الخالية من الفضول فما رأيت مثلها كان ابن سيد الناس يقول ما رأيت من يعبر عما فى ضميره بعبارة موجزة مثله انتهى قال أبو الصفا لم أر أمتع منه ولا أفكه من محاضرته ولا أكثر اطلاعا منه على أحوال الناس وتراجمهم ووقائعهم ممن تقدمه وممن عاصره وأما أحوال الشرق ومتجددات التار في بلادهم في أوقاتها فكانما كانت القصاد تجيء اليه والملطفات تتلى عليه بحيث كنت أسمع منه ما لم أطلع عليه من الديوان وأما الرقى والعزائم فيحفظ منها جملا كثيرة وله اليد الطولى فى الروحانيات والطلاسم وما يدخل في هذا الباب قال وقرأت عليه من تصانيفه إرشاد القاصد الى أسنى المقاصد واللباب فى الحساب ونخب الذخائر فى معرفة الجواهر وغنية اللبيب عند غيبة الطبيب ومما لم اقرأه عليه من تصانيفه كشف الدين فى أمراض العين قال وأنشدني لنفسه : ولقد عجبت لماكس (١) للكيماء في طبه (۲) قد جاء بالشنعاء يلقى على العين النحاس يحلها (٢) في لمحة كالفضة البيضاء (1) لعلها لعايس . (۲) في الدرر الكامنة فى كحله . (۳) وفى الدور يحيلها .