صفحة:معجم الأطباء (1942) -أحمد عيسى.pdf/521

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

يتواصفها الناس فمنها ما أخبرنى به بعض الثقات أن رجلا حصل معه مرض وورمت عضداه حتى صارتا في العظم والصلابة بحيث اذا غمز تا بالاصبع غمزاً شديداً لا تدخل فيهما ولا يظهر لذلك أثر فذهب المخبر لى إلى صاحب الترجمة ووصف له ذلك فقال هذا المرض سبيه أنه وضع قلنسوته التي تباشر رأسه وتتلوث بالعرق فلدغتها عقرب فصار فيها شيء من السم ثم وضع بعد ذلك القلنسوة على رأسه وعرق فتنزل ذلك فى مسام الشعر واحتقن بالعضدين فهو لا شك ميت فكان الأمر كما ذكره من موت ذلك المريض وله من ذلك عجايب وغرايب مع أنه لم يأخذ علم الطب عن شيوخ مشهورين بل فائدته بالمطالعة والتجريب المتكرر والممارسة ولم يخلف بعده مثله بحيث كثر تأسف الناس عليه ونما اتفق باطلاعى أنه حصل مع الوالد انتفاخ في البطن وتقلص شديد فكتبت إلى صاحب الترجمة أصف له ذلك فأجاب أنه يحسن أن يشرب ماء ورد بعد أن يخلط به بزر قطونا فعجبت من ذلك وقلت في نفسى هذا الدواء انما يصلح لمن كان محرورا وانتفاخ البطن لا يكون إلا من البرودة وهممت أن لا أظهر ذلك للوالد فزاد مرضه حتى خشيت عليه أن يموت فعرفته بما وصفه صاحب الترجمة من الدواء فاستدعاه قشر به وشفى من ساعته وذهب أثر الانتفاخ مع ان عمره حينئذ فى نحو السبعين سنة الخ و ترجمه جحاف فقال : نصبه الامام المنصور الحسين بالديوان الفصل القضاء سنة ١١٤٥ ه فبقى في هذه الوظيفة ستة وخمسين عاماً لم يفصل بين اثنين ولما مات عبد الله بن يحيى ابن الامام المهدى طمع فى الزواج بالشريفة زينب بنت المتوكل فطلب ذلك من الامام المنصور فزوجه إياها ولما تزوجها غلبت عليه وأمضت أموراً تردد فيها وجزمت بها وأخبرنى من أثق به أن المهدى العباسي أرسل اليه بأولاد أحمد بن المتوكل ليفصل شجاراً بينهم فما استطاع أن يجزم فيها بشيء فما زالت الشريفة تعجب من حاله حتى كتبت الى الإمام بأنها فصلت القضية بينهم بكذا فلما وصل كتابها بعث به المهدى الى وزيره أحمد بن على النهمي فاستحسن ما فصلته به