صفحة:معجم الأطباء (1942) -أحمد عيسى.pdf/346

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۳۳۸ - الرجل جالساً على باب المدرسة الصاحبية فوقف فرج الله قدامه وذلك الرجل لا يشعر به وأطال فرج الله النظر اليه والتأمل الى سحنته وهو صحيح سوى لا يشكو مرضاً ولا عرضاً ثم قال له يافلان هل عضك في هذه الأيام كلب قط فقال له نعم من أيام قلائل فقال له قم اقعد في بيتك وألحق نفسك بالمداواة ثم ساق حماره وأتى الى بيت الرجل وقال لهم اعلموا أني رأيت صاحبكم ورأيت عليه علائم الكتب فسألته إن كان عضه كلب فقال نعم فأمرته بأن يقعد في بيته ويلحق نفسه بالمداواة والطب فالله الله فيه والله الله في أنفسكم فانه قد كلب ويوشك أن يحفل من الماء بعد كذا وكذا يوم ثم يموت بعد كذا وكذا يوم فكان الأمر كما ذكره لم يخرم فى شىء منه ولما اعتل والدي رحمه الله العلة التي مات فيها كان أولها انصباب مادة بلغمية الى يده تورمت منها يده وهو ونحن لا نكترث بذلك ولا يهمنا والأطباء تتردد اليه في كل صباح ومساء لمعالجته وفرج الله منهم فأصبح ذات يوم وقد تصرف الورم بجملته من يده وأصبح بارثاً لا يشك في ذلك نحن ولا الأطباء وكان منهم ابن البرهان والسديد الدمياطي فلما انصرفوا قال لى فرج الله أعلم أن هذه لم تتصرف وانما انصبت بجملتها الى مكان استضعفته من الأعضاء الباطنة وأكبر ظني أن تكون قد انصبت الى قصبة الرئة ولئن كان ذلك ليعرض له آخر هذا اليوم ضيق نفس ثم قال لن تنجع معالجته مع ما بلغه من هذا السن فلم يأت آخر ذلك اليوم الا وقد عرض له ضيق نفس ثم لم يزل يتزايد الى أن أتى عليه يوم لم نشك لا يخرج عنه فلما أتاه ورأى ماءه واستقرى أعراضه ووصف له ما وصف وقام وذلك يوم نصف شعبان قلت له تقول يمسى عليه المساء قال نعم ويمسك الى آخر هذا الشهر الى خمسة ستة أيام أخرى فى شهر رمضان فكان الأمر كما ذكره لم يخرم قلت وقل ان وصف لى دواء وبين أثره ليومه ثم خمدت عافيته فيما بعده وعرض لى مرة دوار صفراوى فأمر بماء فأسخن فوق الاسخان المستطاب ثم شد قدمى بالشوطة من فوق الكعبين وأمر بتدليتهما في ذلك الماء أنه