صفحة:معجم الأطباء (1942) -أحمد عيسى.pdf/342

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- - عمه بديع الطب وباشر العلاج وصحب يلبغا الشافعى امام الأشرف واختص به ورافقه من مماليكه الأمير شيخ الصفوى وكان بارع الجمال فانتزعه لما قبض على الشافعي وصار من أخص المماليك عنده فزوج فتح الله أمه وفوض اليه أموره وأسكنه معه فاشتهر من ثم وشاع ذكره واستقر في رئاسة الطب بعد موت فباشرها بعفة ونزاهة ثم عالج برقوق فأعجبه وراج عليه بما كان يعرفه من الألسنة والأخبار واختص به وصار له عنده مجلس لا يحضر معه فيه غيره فلما مات البدر محمود الكلستاني قرره في كتابة السر مع سعى البدر ابن الدماميني فيها عمال كثير فباشر بعفة ونزاهة أيضاً وقرب من الناس وبشاشة وحشمة وعمله الظاهر أحد أوصيائه واستمر في كتابة السر بعده لم ينكب الا فى كائنة ابن غراب ثم عاد قال شيخنا وكانت خصاله كلها حميدة الا البخل والحرص والشح المفرط حتى بالعارية وبسبب ذلك نكب فان يشبك لما هرب من الوقعة التي كانت بينه وبين الناصر ترك أهله وعياله بمنزله بالقرب منه فلم يقرئهم السلام ولا تفقدهم بما قيمته الدرهم الفرد محقد عليه ذلك وكان أعظم الأسباب في تمكين ابن غراب من الحط عليه فلما كانت النكبة الشهيرة لجمال الدين كان هو القائم بأعبائها وعظم أمره عند الناصر من يومئذ وصار كل مباشر جل أو حقر لا يتصرف الا بأمره فلما انهزم الناصر وغلب شيخ استقر به وقام بالأمر على عادته الى أن نكب في شوال سنة خمس عشرة من المؤيد لشىء نقل عنه ولم يزل في العقوبة والحبس الى أن مات مخنوقاً فى ليلة الأحد خامس ربيع الأول سنة ست عشرة وثمانماية وأخرج من الغد فدفن بتربة خارج باب المحروق من القاهرة قال ابن خطيب الناصرية وكان انسانا عاقلا ديناً محباً في أهل الخير والعلم وجمع كتباً نفيسة زاد غيره وكانت مدة ولايته كتابة السر أربع عشرة سنة ونحو شهر تعطل فيها أشهراً وقال المقريزى كانت له فضائل جمة غطاها شحه حتى اختلق عليه أعداؤه معايب برأه الله منها فانى صحبته مدة طويلة تزيد على عشرين سنة ورافقته سفراً وحضراً فما علمت عليه الاخيراً بل كان من خير أهل زمانه