صفحة:معجم الأطباء (1942) -أحمد عيسى.pdf/174

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

<-177- العيد وفرقة على وانفك المجلس على ذلك وشاع فى الناس أنى قطعته وكان الظهير قد أقام بالقدس مدة فاجتاز به الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين يوسف فرآه عند الصخرة يدرس فسأل عنه فعرف منزلته من العلم فأحضره عنده ورغبه في المصير معه ليقمع به شهاب الدين أبا الفتح الطوسي لشي. نقمه عليه فورد معه الى القاهرة وأجرى عليه كل شهرستين دينارا ومائة رطل خبزا وخروفا وشمعة كل يوم ومال اليه الناس من الجند وغيرهم من العلماء وصار له سوق قائم إلى أن قرر العزيز المناظرة بينه وبين الطوسى فى غد عيد وعزم الظهير أن يسلك مع الطوسى وقت المناظرة طريق المجير من المغالطة لأن الطوسي كان قليل المحفوظ الا انه كان جريئا مقداما شديد المعارضة واتفق أن ركب العزيز يوم وركب . معه الظهير والطوسى فقال الظهير للعزيز في أثناء الكلام أنت يا مولانا من أهل الجنة فوجد الطوسى السبيل الى مقتله فقال وما يدريك أنه من أهل الجنة وكيف تزكى على الله تعالى فقال له الظهير قد زكى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه فقال أبو بكر فى الجنة وعمر فى الجنة فقال له أبيت يا مسكين الا جهلا ما تفرق بين التزكية عن الله والتزكية على الله وأنت من أخبرك أن هذا من أهل الجنة ما أنت الاكما زعموا أن فأرة وقعت في دن خمر فشربت فسكرت فقالت أبن القطاط فلاح لها هر فقالت لا تؤاخذ السكارى بما يقولون وأنت شربت من خمر دن نقمه هذا الملك فسكرت فصرت تقول خاليا أين العلماء فأبلس ولم يجد جوابا وانصرف وقد انكسرت حرمته عند العزيز وشاعت هذه الحكاية بين العوام وصارت تحكى فى الأسواق والمحافل فكان مآل أمره أن انضوى إلى المدرسة التي أنشأها الأمير تركون الأسدى يدرس بها مذهب أبي حنيفة الى أن مات وكان قد أملا كتابا فى تفسير القرآن وصل منه بعد سنين الى تفسير قوله تعالى : « تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض، في نحو مائتي ورقة ومات ولم يختم تفسير سورة البقرة وله كتاب فى شرح الصحيحين على ترتيب الحميدى سماه كتاب الحجة اختصره من كتاب الافصاح فى تفسير الصحاح للوزير ابن هبيرة