صفحة:معجم أدباء الأطباء (1946) - محمد خليلي.pdf/38

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

خلقاً جديداً ، وجرى إلى النباهة طلقا بعيداً فهادته الدول ، وانتهت اليه التفاصيل والجمل ، وكلما طرأ على ملك فكانه معه ولد واياه قصد . فجرى مع كل احد وتمول في كل بلد ، وتلون في العلوم بلون الزمان وتلاعب بالملوك بافقنا تلاعب الريح بالأغصان حتى ظنر به ابن ذي النون ، فشد عليه يد الضنين . فوجد كفا سهلا ، وسلطانا غفلا فسر وسا . وارتسم في اي الدواوين شآء وكان بالطب أكلف ، وعليـه اوقف . فتعلق بسببه حتى أشهد فيه : وكان حسن الثياب ، مليح المجلس ، حاضر الجواب ، كثير النادرة راوية الشعر والمثل السائر ، نسابة المفاخر ، عارفا بالمثالب والمناقب . وكان بالجملة روضة أدب . وهيهات ان يأتي الدهر ممثله . ثم رحل إلى اشبيلية فانس المعتمد بمكانه وجعل له حظاً من سلطانه . ثم بقى بعـده عدة على حاله مشتملا بفضل إقباله ممتعاً مقبلا على لذاته » انتهى ولم يذكر سنة وفاته ، ولم نجدها في غيره أرب وشعره . وكان سريع البديهة ، جميل الديباجة ، متين اللفظ بليغ المعنى ، يصطاد شوارد المعاني ، كما يستخرج خبايا الأسفام ، ويعالج الالفاظ كما بداوي الابدان . ومما أنشده ـ كما في معجم الأطباء ـ قوله : ذلك أضحى لي بلا مرية مؤثراً في خدك الناضر ما أرفق الله باهل الهوى اذ صير الجـور على الجائر وما يحتـاج يوم الحرب جيشاً وان أبقى لهم فرعون سحراً . وله في المدح : ومن أصبحت فيه المكارم جوهراً بلا عرض فالمدح فيـه فـيح ولكن رأيت الشعر يثبت ذكره فلا غرو أن يهدى اليه مديح وله قوله : وقد نقل قول أبي نواس فان عداه كالزرع الحطيم ففي بده عصا موسی الكليم