على الصحة. ثم يحاول المؤرخ استعادة اللفظ الأصلي بالمقابلة بين النسخ الباقية وما يكون قد تشربه من روح المؤلف وذوق معاصريه. ولا بد من الإشارة إلى الاختلافات في منطوق هذه النسخ على هوامش ما ينشر تسهيلاً للتحقيق وضناً بالحقيقة.
ومثال ذلك أننا لما أقدمنا على نشر تاريخ الأمير فخر الدين المعني لمؤلفه الشيخ أحمد الخالدي الصفدي لم نعثر على مخطوطة المؤلف الأصلية. ولكننا وجدنا خمس نسخ ثانوية. منها نسخة تمتاز عن أخواتها بتجانس أجزائها من حيث اللغة والأسلوب واختصاصها بالتاريخ الهجري. ورقها عبادي صقيل من النوع الذي شاع استعماله في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر. وهي في حوزة الشيخ كسروان الخازن وسنشير إليها بالحرف ك. والنسخة م وهي رقم ٤٢٧ من مجموعة المكتبة العمومية بمدينة مونيخ الألمانية. وقد جاء في آخرها أنها بخط عبد اللطيف بن الشيخ أحمد الرشيدي. وعليها عبارة بخط إسكندر أبكاريوس هذا نصها: «خاصة الفقير إسكندر أبكاريوس» مما يدل على أنها كانت تباع وتشترى في منتصف القرن الماضي. ونسخة جامعة برنستن في الولايات المتحدة وقد استنسخها لنفسه الأستاذ عيسى إسكندر المعلوف، فتم له ذلك في ١١ كانون الأول سنة ١٩١٢. وهي رقم ٣٨٠٥٠ من مكتبة جامعة بيروت الأميركية. وقد أشرنا إليها بالحرفين ج ب. ووجدنا أيضاً نسخة أخرى في مدينة طرابلس لدى الأستاذ جورج يني استنسخها لنفسه عن نسخة للخوازنة.