صفحة:مصطلح التاريخ (الطبعة الثالثة).pdf/112

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

بدعاء أحد الناس عليه لطال بي المقام. ومهما يكن من الأمر فالصنعة ظاهرة في هذه الرواية والاختراع بيِّن في هذه المصادفات الغريبة التي تتابعت على هذا النحو ليتم دعاء هذه المرأة على عمر. زد على هذا أن أبا الفرج قد تفرَّد بذكرها وقد أسندها إلى رجل باسم ثعلبة بن عبد الله بن صعير. وفي هامش طبعة دار الكتب للأغاني أن لهذا الرجل صحبةً ولابنه رؤية1. ونحن نستبعد أن يعيش إلى أواخر القرن الأول للهجرة رجل كانت له صحبة مع النبي ولابنه رؤية. ونستبعد أيضاً أن يقص مثل هذا الصحابي خبراً عن موت شاعر قضى في أواخر القرن الأول.

ورواية ثالثة يذكرها البلاذري تذهب إلى أن عمر مات بالشام قال: فحدثت أن عمر بن أبي ربيعة المخزومي لما نعي، وكان موته بالشام، بكت عليه مولدة من مولدات مكة كانت لبعض بني مروان فجعلت توجع له وتفج عليه وقالت: من لا باطح مكة بعده، وكان يصف حسنها وملاحة نسائها فقيل لها: إنه قد حدث فتى من ولد عثمان بن عفان يسكن بعرج الطائف شاعر يذهب مذهبه. فقالت: الحمد للَّه الذي جعل له خلقاء، سريتم والله عني2.

وهذه الرواية تتفق مع رواية رواها الأصبهاني في أكثر أجزائها، والاختلاف الوحيد هو أن الأصبهاني يروي أن الجارية حبشية وكانت بالمدينة فلما أتاهم موت عمر جزعت، ولا تعين رواية الأصبهاني أين


  1. الأصبهاني «د» ١ - ٢٤٧ انظر الهامش.
  2. البلاذري «أ» ٥ - ١١٢
- ١٠٢ -