صفحة:مرآة الحسناء.pdf/98

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٩٤
قافية الدال

أودعتها روحي وحسنَ الصبر مذ
ودَّعتها فاليومَ حان معادي
يا ليت هذا البينَ بان فإنهُ
مرُّ المذاقِ يلذُّ للحسادِ
لا كنتُ مصروعَ الجوى مضنى الهوى
إن ذقتُ بعدَ البعدِ طيبَ رقادِ
بالله يا ريحَ الصباءِ تحمَّلي
نشرَ التحيَّةِ والهوى ل سعادِ
قولي لها أَنَّى تركتِ فؤادَهُ
بالبينِ مظلومًا لظَلْمكِ صادي
بحشاهُ قد عبث الهوى فتقطَّعت
والقلبُ منهُ غدا فجيعَ بُعَادِ
هانت لديَّ النائباتُ جميعها
إلَّا فراقي هامةَ الأمجادِ
هو ذلك المَيْسُونُ نصر اللهِ مَنْ
باللطفِ قد أضحى من الأفرادِ
خلٌّ حوت حسنَ الصفات طباعهُ
والقلبُ منهُ حوى خلوص ودادِ
يُجلى بأنوار البشاشة وجههُ
ولسانهُ يحلو لدى القصَّادِ
أفعالهُ كالشُهبْ في كَبِدِ السما
وكلامهُ كالدرِّ في الأَجيادِ
رام الرحيلَ عن المعاهد فابتلى
قلبي لفرقتهِ بوقع حدادِ
نشرَ الخيامَ غداةَ بين فانطوت
كبدي على الأطنابِ والأوتادِ
سارت بوادي الفيض أَقدامٌ لهُ
فتأَرَّجَتْ أرجاءُ ذاك الوادي
يا ناديَ الأوصاف، لستَ براحلٍ
عنا فطيفك طائفٌ في النادي
إن كان يورثُ ذا الوداعُ قلوبنا
نارًا فتطفى باللقاءِ الغادي
ما طُوِّقت أعناقنا بعناقنا
إلَّا ليوم لقاك رمزًا بادي
فامننْ أيا نائي بقربك منعمًا
والقربُ لذَّ حلاهُ بعد بعادِ