صفحة:مرآة الحسناء.pdf/85

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٨١
قافية الدال

فها إنني اليومَ اعترتني مصيبةٌ
ببينِ صديقٍ صادقٍ ماجدٍ فردِ
تناءَى وقد كان التداني يضمُّنا
ببردِ الهنا، يا ما أحيلاهُ من بُردِ!
بعادٌ كساني حلةَ الضيم والضنا
وسلَّط سوط النائبات على جلدي
فيا قاتل الله النوى ما أَمَرَّهُ
ويا سالمَ اللهُ اللقا فهو كالشهدِ
ولي معشرٌ عن أعيني بَعُدُوا وهم
عن القلبِ لم يبعُدْ لهم قط من ودِّ
تُرى هل تَرى عينايَ لؤْلؤَها غدا
بأعناقهم يومَ التعانقِ كالعقد
فيا أيُّها الأحبابُ، لمَّا امتطيتمُ
ظهورَ المطايا راحَ قلبي لكُم يحدي
رحلتم وخلَّفتم فؤَادي على لظًى
وأسقيتموني كؤُسَ البينِ والبعدِ
متى يا كرامَ الحيِّ أحظى بقربكم
وأغدو بأنوار البشائر مستهدي
فقد حال ما بيني وبينكمُ النوى
كما حال شوقٌ بين جفني والرقدِ
وقال
أيها الواصف بحرًا قد بدا
جزْرهُ بالشعر دَعْ ما لا يفيد
إنَّ لي دمعًا مقيمٌ مدُّهُ
أفما تشعرُ بالبحر المديد
الخضوع
قل للذي يشكو صدودَ الخرَّدِ
هذا عذابكُ بالهوى فتجلَّدِ
إن كنت تهوى الغانياتِ فكن على
إعراضهنَّ حليفَ صبر تسعدِ
والحبُّ شرُّ بليَّةٍ فإلى متى
يا قلبُ أنتَ عن البلى لم تبعدِ
تطوِي الظلامَ وأنتَ تنتظر الوفا
هيهات ممَّن لا تقومُ بموعدِ